بدأت «الحرب على المرأة» كموضوع للنقاش داخل الحزب «الديموقراطي» يهدف إلى نزع الشرعية عن مواقف «الجمهوريين» فيما يتعلق بالإجهاض، والاغتصاب والعنف المحلي، ولكن على مدار اليومين الماضيين، لم نكن حتى بحاجة إلى مناظرة سياسية أو شعار سياسي متسم بالغلو بعض الشيء لعدد من «الجمهوريين» للقيام بعمل مثير للإعجاب حقاً من خلال إظهار مدى كراهيتهم الشخصية للمرأة. أولاً، لقد خلق دونالد ترامب ضجة ما قبل المناظرة من خلال الإشارة إلى أنه سيدعو «جنيفر فلاورز»، التي تزعم أنها على علاقة مع بيل كلينتون، لحضور أول منافسة له مع هيلاري كلينتون. وكان اقتراح ترامب استجابة لقرار كلينتون بأن تعطي تذاكر لـ«مارك كوبان»، المالك لـ«دالاس مافريكس» الذي يشكك باستمرار ما إذا كانت نجاحات ترامب في مجال الأعمال وما إذا كانت عطاءاته الخيرية حقيقية. وفقاً لمعايير هذه الحملة الانتخابية، لم يعد أي شيء صادماً بعد الآن، بيد أن سخرية ترامب تشير إلى أن إثارة إخفاقات بيل كلينتون كزوج كانت بطريقة ما رداً على الانتقادات الموجهة لحياة ترامب المهنية والخيرية، وإذا كان ترامب يريد إثارة شكوك حول ما إذا كانت هيلاري كلينتون كانت باستمرار تدعم السيدات اللاتي يبلغن عن حدوث حالات تحرش أو اغتصاب لهن، كان يجدر به الإشارة إلى أنه ربما يدعو «جوانيتا برودريك» أو «بولا جونز». وبدلاً من ذلك، فإنه اختار امرأة تزعم أنها كان لديها علاقة مع بيل كلينتون، والمسألة ليست انتقاد سلوك هيلاري كلينتون كشخصية عامة، ولكن لإخجالها كزوجة غير صالحة. إن «فلاورز» لم تكن في جامعة «هوفسترا» يوم الاثنين، بطبيعة الحال – واقتراح ترامب لم يكن سوى تهديد ورد فعل، لكن القبح استمر، ففي أثناء المناظرة، عرض خبير استطلاعات الرأي «فرانك لونتز» نصاً قال إنه تلقاه من عضو «جمهوري» في الكونجرس ويقول إن كلينتون «تأتي مصادفة كزوجتي/ أمي الخبيثة». وبصرف النظر تماماً عن حقيقة أداء كلينتون الرزين والمضحك أحياناً خلال المناظرة حيث كانت تتم مقاطعتها فيها باستمرار، فإن هذا يشير إلى أنه ليس هناك أي شيء حرفياً يمكن لامرأة أن تفعله ولن يسبب بعض الإساءة الغبية، وهذا شيء مثير للاشمئزاز بصورة مدهشة أن يقول شخص ما هذا عن زوجة أو أم. وحتى لا تتفوق عليه، اتصل ترامب ببرنامج «فوكس والأصدقاء» صباح يوم الأربعاء قبل الماضي للرد على واحد من الاتهامات التي وجهتها كلينتون ضده. وفي حين أنه بدا في أول الأمر أنه يعتقد أن كلينتون كانت تختلق قصة بشأن تحرشه بملكة جمال الكون السابقة «أليسيا ماتشادو»، وتساءل «أين وجدتم هذا؟ إلا أنه بعد ساعات قال إن «ماتشادو» اكتسبت وزناً هائلًا، وأن هذا كان مشكلة حقيقية. وبينما كان ترامب يتذمر من الصعوبات التي سببها له جسد المرأة، أعلن العمدة السابق لمدينة نيويورك «رودي جولياني»، وهو رجل يفتقر إلى السحر، أنه «بعد الزواج من بيل كلينتون لمدة 20 عاماً، إذا كنتِ لا تعرفين أن اللحظة التي قالت فيها مونيكا لوينسكي أن بيل كلينتون اغتصبها كانت تقول الحقيقة، إذن فأنت حمقاء جداً لكي تتولي الرئاسة». وهذا يثير سلسلة مثيرة من الأسئلة. هل يعتقد جولياني أن زوجته الثانية وأم أولاده «دونا هانوفر» حمقاء لمحاولتها الحفاظ على زواجهما في ضوء ما وصفه محامي طلاقها بـ«خيانة جولياني سيئة السمعة»؟ هل يعتقد أن إيفانا ترامب غبية لمحاولتها الحفاظ على زواجها من دونالد ترامب حتى بعد أن بدأ ترامب في خيانتها مع مارلا مابلز؟ وهل جولياني حقاً مجرد إلى هذا الحد من المشاعر الشخصية أو الاستراتيجية السياسية كي يعتقد أن الأشخاص الذين تمت خيانتهم، حتى وإن كان هذا قد حدث مراراً وتكراراً، يعترفون بذلك فوراً وعلى الملأ؟ والجواب على هذا السؤال الأخير، على الأقل، ربما تكون نعم، نظراً لأن جولياني هو هذا النوع من الأشخاص الذي يعقد مؤتمراً صحفياً للإعلان عن انفصاله عن زوجته الثانية والثناء على من ستصبح زوجته الثالثة بدون إخبار زوجته الحالية بأنه يعتزم إعلان ذلك على الملأ. إن فكرة أننا يجب أن نثق في الرجال الذين يكرهوننا سراً من أجل حمايتنا علناً هي إهانة محضة لذكائنا. أليسا روسينبيرج محررة بصحفة الرأي في «واشنطن بوست» ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»