الفاشيون الجدد
ورأسه محنية في خشوع، وضع «روبرت سيفيك» برفق باقة من الزهور الحمراء بلون الدم عند قدم التمثال الوحيد لـ«جوزيف تيسو»، الزعيم الفاشي في سلوفاكيا في زمن الحرب، والواقع في الحديقة المعروفة باسم «مدفن الشخصيات التاريخية السلوفاكية». لسنوات كانت منظمة سيفيك الثقافية الفاشية، «حركة الإحياء السلوفاكية»، مجرد مجموعة هامشية صغيرة، لكنها الآن آخذة في النمو، حيث اجتمع 200 شخص مؤخراً مع «سيفيك» للاحتفال بماضي البلاد الفاشي وترديد تحيات الحقبة الفاشية. وكان سيفيك من الجرأة بحيث حول حركته إلى حزب سياسي. وإلى ذلك، فإنه يخطط لخوض الانتخابات البرلمانية.
وقال سيفيك وهو يقف عند أقدام التمثال: «أنتم لنا، ونحن سنظل دائماً لكم»، حيث أعلن أن هذا العام هو عام «جوزيف تيسو»، والمخصص لإعادة تأهيل صورة القس السابق والمتعاون النازي، الذي تم إعدامه كمجرم حرب عام 1947.
لقد بدأ الفاشيون الجدد في أوروبا بالظهور مجدداً، بعد ثلاثة أرباع قرن من اجتياح النازية أوروبا الوسطى، وبعد عقدين من عودة النازية الجديدة من حليقي الرؤوس والعنصريين البيض الذين زعزعوا عملية الانتقال إلى الديمقراطية. وفي سلوفاكيا، يفوز الفاشيون بمناصب إقليمية ويحصلون على مقاعد في البرلمان الذي يأملون في استبدال حكم الرجل القوي به.
يقول «جابرييل سيلبوس»، مدير منظمة الشفافية الدولية في سلوفاكيا: «سابقاً، كانت المشاعر المؤيدة للفاشية مخفية». واستطرد: «وكان الآباء يقولون لأبنائهم: لا يمكنكم قول ذلك في المدرسة. أما الآن، فمن الممكن قول أشياء في الأماكن العامة ما كان بالإمكان قولها سابقاً».
لقد انضم سيفيك إلى حزب يتزعمه الزعيم الفاشي «ماريان كوتليبا»، حزب أظهر قوة مثيرة للدهشة في الانتخابات البرلمانية للعام الماضي، حيث فاز بـ14 مقعداً من أصل 150. واعتاد «كوتليبا» على الظهور في الأزياء التي كانت ترتديها الدولة السلوفاكية خلال الحرب، وبمجرد أن دخل هو وحزبه البرلمان، اختفت هذه الأزياء وحول هجماته من اليهود إلى المهاجرين والأقليات، لكن الرسالة الضمنية لجماعتي كوتليبا وسيفيك لم تتغير، ومفادها أن سلوفاكيا كانت أفضل حالاً في ظل الحكومة الفاشية.
ريك ليمان: محلل سياسي أميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»