الصحافة الإسرائيلية
المصالحة الفلسطينية مفيدة للإسرائيليين.. ودعوة للحوار مع أوروبا
«هآرتس»
تحت عنوان «المصالحة الفلسطينية جيدة أيضاً لإسرائيل»، نشرنت «هآرتس» أمس افتتاحية، استنتجت خلالها أنه إذا كانت واشنطن وإسرائيل لديهما اهتمام حقيقي بتطوير توجه إقليمي يحقق نتائج فعلية، فإن عليهما تقوية السلطة الفلسطينية وتمكينها كي تظهر للشعب الفلسطيني أنه من الممكن إجراء اتفاق سلام. الصحيفة ترى أن اتفاق المصالحة بيت «فتح» و«حماس» في القاهرة يوم الأربعاء الماضي، أسعد الفلسطينيين، وأنعش الأمل لديهم، الاتفاق بين الحركتين يقوم على تفاهمات صيغت عام 2011، وتطرح حلولاً تدريجية للقضايا محل النزاع بينهما. وحسب الصحيفة سيتم علاج المسائل الإدارية أولاً، فالحكومة الفلسطينية ستبسط سلطتها في قطاع غزة، وسيتم إعادة تأهيل الشرطة الفلسطينية داخل القطاع، وفي مرحلة تالية سيتم الاتفاق بين «فتح» و«حماس» على إمكانية إجراء الانتخابات وتشكيل الحكومة الفلسطينية وتجديد السلك الدبلوماسي الفلسطيني. وإذا كانت ثمة شكوك لدى الفلسطينيين، فإن هذا ليس مفاجئاً، في ظل وعود كثيرة تم إطلاقها خلال العقد المنصرم، ولم يلتزم بها أحد. وحسب الصحيفة، فإن المتحدثين باسم «فتح» و«حماس» أكدوا بأن الانخراط المصري في المصالحة الفلسطينية مختلف هذه المرة، المصريون ليسوا مجرد رعاة للاتفاق، لكنهم يضمنون تنفيذه. والآن أصبح التزام «فتح» و«حماس» بالاتفاق محل اختبار حقيقي. فالحكومة الفلسطينية ستبدأ خلال الأسابيع القادمة مهامها داخل قطاع غزة من أجل تحسين ظروف سكانه، وستكون هذه الحكومة أمام اختبار في قضايا كتحسين حرية التعبير وحرية النشاط السياسي سواء في الضفة أو القطاع. ولدى الصحيفة قناعة بأن المجتمع الدولي له دور مهم في دعم المصالحة، خاصة الولايات المتحدة والدول العربية، حيث بمقدور تلك الدول تقديم المساعدات المالية لتخفيف معاناة الفلسطينيين، وطمأنتهم بالتأكيد على حقهم في تقرير مصيرهم وفق المبادئ الدولية ومبادرة السلام العربية. الصحيفة ترى أن رد الفعل الإسرائيلي على المصالحة، كان خطوة صغيرة لكنها إيجابية، فتل أبيب قالت «إنها ستفحص التطورات الناجمة عنه وتتصرف وفق النتائج المترتبة عليها». وتنصح الصحيفة بأن متابعة النتائج ينبغي أن تتم بطريقة بناءة وإيجابية، حتى ولو كانت الحكومة الإسرائيلية الموجودة الآن ذات توجهات «يمينية».
«يديعوت أحرونوت»
«الغرب ضد إيران..القوة ليست هي الحل دائماً»، هكذا عنون «أفياد كلينيرج» مقاله يوم الثلاثاء الماضي، متساءلاً: هل يمكن تغيير إيران بحيث تصبح جزءاً من النظام الاقتصادي العالمي الذي تديره الولايات المتحدة، فهذا التوجه غالباً ما يؤدي إلى تغيرات دراماتيكية في رؤية أي بلد للعالم. لكن ما لم يسفر الرخاء الاقتصادي عن تغيير إيران بشكل جذري، فما هي البدائل الأخرى لإحداث هذا التغيير؟ الكاتب يرى أن الاتفاق النووي الذي أبرمه الغرب مع إيران، جاء بعد نجاح سياسة العقوبات الاقتصادية ضدها، ومع ذلك لا ينبغي الوثوق في إذعان طهران للغرب، فكوريا الشمالية لطالما عانت من عقوبات دولية بسبب برامجها النووية والصاروخية، وتعرضت لعزلة دولية شديدة، لكنها لم تتخل حتى الآن عن برنامجها النووي. الكاتب يحاول توضيح وجه الاختلاف بين كوريا الشمالية وإيران، معتبراً أن الأخيرة أذعنت للغرب انطلاقاً من اعتبارات براجماتية. فعلى الرغم من أن لدى طهران أيديولوجية تعتبر من خلالها الولايات المتحدة «شيطاناً أكبر»، ورغم تصريحات المرشد الإيراني حول الغرب عموماً والولايات المتحدة وإسرائيل على وجه الخصوص مفعمة بالكراهية والاستياء، ورغم الاعتبارات الثقافية والدينية، وافق المرشد الأعلى على الاتفاق النووي، الذي يعتبره تدخلاً سافراً في شؤون بلاده الداخلية. طهران وافقت على الاتفاق لأنها ترى أن الاعتبارات الاقتصادية أهم بكثير من الاعتبارات الأيديولوجية. ولدى الكاتب قناعة مفادها أنه منذ الحرب العالمية الثانية لم تكن نجاحات الغرب الكبرى عسكرية، فقد كان الإنجاز العسكري الأميركي محدوداً، وباستثناء دور واشنطن العسكري في كوريا، فإن حروب الولايات المتحدة الكبرى منذ خمسينيات القرن الماضي (في فيتنام والعراق وأفغانستان) انتهت بالفشل، وذلك على رغم التفوق العسكري الأميركي. والنجاحات الغربية والأميركية التي تحققت كانت بسبب البعد الاقتصادي. ويضرب الكاتب مثالاً بفيتنام، فما فشلت قوات «المارينز» في تحقيقه هناك، نجحت فيه عملية إدماج هذا البلد في النظام الاقتصادي العالمي.. فيتنام التي كانت سابقاً عدو الغرب اللدود، أصبحت الآن صديقة له تحافظ على علاقات تجارية معه، ويذكرنا الكاتب، بأن الكتلة الشيوعية السابقة لم تنهار بسبب وجود «الناتو» بل بسبب التراجع الاقتصادي. هل يصلح هذا المنطق مع إيران؟ طهران لا تريد الاعتراف بالولايات المتحدة كقوة عالمية مهيمنة، وتنظر لنفسها كقوة إقليمية لديها مصالح لا تنسجم مع المصالح الأميركية، كما أنها دولة دينية خائفة من التأثيرات الثقافية لعملية «التغريب». ومن غير المحتمل أن يؤدي الرخاء الاقتصادي إلى تغيير إيران من بلد متطرف إلى آخر معتدل،، وهذا يجعلنا نفكر في الب
دائل.
«جيروزاليم بوست»
في مقاله المنشور بـ«جيروزاليم بوست» يوم الأربعاء الماضي، وتحت عنوان «حان وقت تطوير العلاقات مع أوروبا»، أشار «إسحاق هيرزوج» عضو الكنيست وزعيم حزب «العمل» المعارض إلى أن الإسرائيليين عادة ما يعانون في علاقتهم مع أوروبا من ثنائية (الحب والكُره)، وذلك على الرغم من أن نظام إسرائيل السياسي قد استوعب أفضل القيم الأوروبية، في ظل وجود تعاون اقتصادي وثقافي وعلمي واستراتيجي بين إسرائيل والدول الأوروبية. ذاكرة الإسرائيليين مفعمة بفظاعات «الهولوكوست» والعداء للسامية، وأحياناً ما يشعر الإسرائيليون بالإحباط، عندما لا يعترف الأوروبيون باعتباراتهم الأمنية، أو عندما يصطف الأوروبيون إلى جانب الفلسطينيين ضد الإسرائيليين. الآن هناك نافذة نادرة مفتوحة أمام إسرائيل لتطوير علاقاتها مع أوروبا على المستوى الاستراتيجي، بطريقة تضمن تعزيز الأمن وتقوية الاقتصاد لدى الأجيال المقبلة من الإسرائيليين. ولكن بدد بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي الفرصة، حيث تم تجميد خطط تطوير العلاقات الإسرائيلية- الأوروبية منذ وصوله لرئاسة الحكومة، أي منذ عام 2009، والسبب يعود لإدراك الأوروبيين عدم التزام نتياهو بـ«حل الدولتين». الأوروبيون- وبخاصة القوى الأساسية في الاتحاد الأوروبي- يريدون أن يروا أن إسرائيل- على الأقل- جادة في الوصول إلى تسوية، سواء بطريقة تدريجية أو عبر جهود مكثفة، ولذلك ينبغي على إسرائيل إجراء حوار مع أوروبا التي تواجه الآن تحديات غير مسبوقة وتعيش في بيئة دولية لا يمكن التنبؤ بتطوراتها، ولدى إسرائيل - حسب هيرزوج- الكثير الذي تستطيع تقديمه للأوروبيين، ففي المجال الأمني تستطيع تل أبيب التعاون مع أوروبا في مجال التقنيات الأمنية المتطورة، وتستطيع إسرائيل أن تكون شريكاً اقتصادياً جذاباً للأوروبيين الذين يعانون تراجعاً في النمو وزيادة في معدلات البطالة، وحتى في مجال الطاقة لدى إسرائيل الغاز لطبيعي كمصدر بديل للأوروبيين ينوعون به مصادر الطاقة التي يستوردونها.