«الجندي هو شخص حرّر شيكاً على بياض مستحق الدفع إلى الولايات المتحدة الأميركية، بقيمة تناهز حياته، وتشملها».. انتشرت تلك المقولة بعد مشاحنة وقعت بين الرئيس دونالد ترامب وأسرة السيرجنت «ديفيد جونسون»، الذي قتل في الرابع من أكتوبر الجاري في النيجر إلى جانب ثلاثة من زملائه في الجيش الأميركي. وعلى الرغم من ذلك، لم تخطر ببالي أبداً مثل هذه الفكرة. وحتى إذا كان الرئيس الأميركي يؤمن بهذه الفكرة، فهو أمر لا يهمني أبداً. والسبب الحقيقي وراء انضمامنا إلى الجيش الأميركي وبقائنا فيه، مختلف تماماً. فعندما التحقت بالبحرية الأميركية، لم أوقع أي شيكات على بياض. ومثل عدد لا يُحصى من الجنود غيري، فقد قبلت «وظيفة». وفعلت ذلك، لأنها مهنة جديرة بالاحترام، ودفعت من خلال الراتب الذي تقاضيته مصاريفي الجامعية. وعندما انتهيت من ذلك الالتزام، واصلت لأنني كنت أدفع من خلالها نفقات أسرتي. وفي نهاية المطاف، حاولت التوقف، ولكنني لم أستطع، ولا أعرف كيف حدث ذلك. غير أن المؤكد أنني عندما بدأت، لم أفكر أبداً في أن حياتي كانت في خطر أكثر من أي شخص آخر يقود سيارة على طريق سريع من أجل الذهاب إلى عمله، أو يستقل طائرة من أجل الكسب، أو يعمل في موقع إنشاء شاهق الارتفاع. وربما أود التفكير في أنني اخترت ذلك الطريق بدافع الوطنية، ولأنني أحببت بلادي، وأردت الدفاع عن طريقة حياتنا. ولذا، فعندما يمنحنا أحد الاحترام والتبجيل، فإننا لا نشعر بالارتياح تجاه ذلك، عندما نكون حقاً أمناء مع أنفسنا، ولعل ذلك ما سيقوله لك معظم الجنود السابقين. وهناك شيء مريح بشأن فكرة أن من يقدمون التضحية في المحصلة كانوا يتوقعون أن نهايتهم قد تكون في خدمتهم. فذلك يجعل إحساسنا بالذنب أقل. ولكن الحقيقة هي أنه لم يتوقع أي منا ذلك. وقد التحقنا بالجيش الأميركي لأسبابنا الخاصة، وكان لدينا أمل في أن نحظى بتجارب تشكل حياتنا. وقد أردنا قصص الحرب والصداقة، وأردنا مجد الخدمة أثناء المعارك، والتبجيل المرتبط بها، ولكن لم يتوقع أي منا الموت! سين باتريك هافز: خريج الأكاديمية البحرية وعسكري أميركي متقاعد يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»