النصر قريب.. و«الحوثي» إلى القضاء
من الطبيعي اليوم أو غداً، أن يطيّر «الحوثيون» رسائل استغاثة إلى كل جهات الدنيا، وعلى وجه الخصوص إيران، حبلهم السري والرأس المخطط، بعدما وصلت الأمور على الجبهات كلها خصوصاً الساحل باتجاه مدينة الحديدة الاستراتيجية، إلى تباشير نصر مؤزر، وسيتحدثون في تلك الرسائل بصوت المنكسر، عن (مظلوميّة) تاريخية، تلك الأسطوانة المكرورة والممجوجة حد الغثيان، لكن يخشى أن تكون من بين تلك الرسائل، رسالة طلب هدنة أو وقف إطلاق نار أو ما شابه من حركات، غالباً ما يلجأ إليها المهزوم الذي حاقت به النيران، ورسالة كهذه لا يمكن قبولها، واعتبارها ضرباً من المستحيل، هذا في الأقل، ما يفترض أن يكون عليه موقف الجيش الوطني اليمني، والمقاومة الوطنية بكل أطيافها على الأرض، ومن خلفها قوى الأمل والمساندة، التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وهذه الرسائل في حقيقتها، ما هي إلا إحدى الخطط الخبيثة للحوثين، التي باتت معروفة لليمنيين على مدى نضالهم من أجل استعادة مكتسباتهم الوطنية، ومن أجل حرية ومستقبل أبنائهم.
أصبح منهاج «الحوثي» المرواغ بطبعه، مكشوفاً للعالم كله، وقد نذهب أبعد من ذلك، لنقول إنه، وعلى الرغم من رفضنا المطلق لأي إقصاء أو تهميش لأي مكون يمني.. أنه لا تفاوض بعد اليوم مع هذه الشرذمة المرفوضة شعبياً، تحت أي شكل كانت، أو انضوت في المقبل من الأيام. هذا تماماً ما عرفناه وفهمناه من الخروج المفاجئ، لكبيرهم عبدالملك الحوثي، من مخبئه السفلي نهاية الشهر الماضي، ليلقي خطاباً في بضعة مجموعات مضلّلَة من مريديه، بعد أن مزقتهم زنود المقاومة اليمنية شر ممزق، في محاولة منه لرفع ما بقي من معنويات، معلناً (أن سقوط الحديدة ليس نهاية المعركة). ولعلها المرة الأولى، التي يقدم فيها «الحوثي» مثالاً للعالم، أن (القادة) لا يجب أن يكونوا في الصفوف الأمامية على الجبهات، وسط الجند وغبار المعارك، بل يجب بدلاً من ذلك، أن يكونوا في الجحور المَهينة، تلك المخابئ الرطبة البعيدة عن حقيقة الشمس، وما في الضوء من عدالة وشجاعة، وعلى ما في خطابه البائس من انكسار، أوضحته لغة الجسد، تأكد أن عبدالملك ما زال متعطشاً لمزيد من الدم اليمني، يراق في تلك الأرض الطاهرة، وأنه ما زال يريد دفع أطفال المدارس وملاجئ الأيتام، والأمهات وكبار السن، إلى الجبهات طعاماً للنيران، وهو يعلم بهذه الحقيقة، ويبتهج لها في قرارة نفسه، فهذا هو مشروعه الخبيث، غير البعيد عن لحيته المخضبة بالفتنة والانتقام.
«الحوثي» يتعمد القضاء على أكبر عدد ممكن من اليمنيين، ليضعفوا ويستكينوا، أمام ثقافة قبوريّة بالية، تقوم على الشعوذة وخطف الدين تارة، وتارة بالتضليل تلويحاً بوهم السلالية. النصر قريب جداً، وهو لن يكتمل من دون القبض على هذا الشرير وأعوانه، وتقديمهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل، على سرقتهم لمقدرات اليمنيين (المصرف المركزي وهيئة التقاعد ومؤسسات أخرى) وجرائم الحرب التي اقترفوها، بحق كامل الأمة اليمنية وشعوب المنطقة، خصوصاً أن بقية القادة المهزومين من الحوثيين، بدأوا ينتظمون في صفوف لتهريبهم إلى خارج اليمن، صوب طهران في الأغلب، تاركين خلفهم مضللين لا يعلمون حتى الآن، أن من ورطهم بالأمس، بلع شعاراته وطوى حصيره، وهرب.