«كل تأخيرة فيها خيرة»
كأس الخليج بطولة بلا ثوابت تنظيمية، تقام بمشاركة المنتخبات الأولى أو الأولمبية، وتقام في السنوات الفردية أو حتى الزوجية، ورغم أنه من الممكن إقامتها في أي من شهور السنة، إلا أنه في كل مرة يكون موعد إقامتها أزمة مزمنة، فهي بطولة بلا أجندة ولا تواريخ محددة، ومنعاً لشق الصف ولتجنب الصداع ودونما حاجة للاقتناع، يكفي أن تتفق دولتان مشاركتان على أمرٍ ما حتى يتم اتخاذ القرار بالإجماع.
هي بطولة المستحيل والممكن وتجمع النقيضين، وهذا الأمر طبيعي، فنصف المشاركين فيها هواة ونصفهم من المحترفين؛ لذا لا عجب أن يتم إسناد تنظيم البطولة للبصرة وسحبها مرتين، ولا عجب فقد حدث في عام 2004 أن أُقيمت نسختان، ولا عجب أن تقام في عدن وتحرص كل المنتخبات على الوجود، ومع ذلك لا يدرك المشاركون فيها إمكانية إقامتها قبل السفر بيوم واحد.
كأس الخليج بطولة مهمة لأبناء المنطقة، بفضلها تتطور المنشآت بشكل دائم، ولها دور كبير في تطور المنتخبات الخليجية وبلوغها كأس العالم، كان هذا في وقت مضى، واليوم لا تزال البطولة ثمينة وفريدة ومختلفة، ولكنها أصبحت تشكل عبئاً على الدوريات المحترفة، أما الهواة الذين يمثلون نصف عدد الفرق، فلا يشكل موعد إقامتها بالنسبة لهم أي فرق.
واليوم عندما يجلس أمناء سر الاتحادات الخليجية في الرياض لمناقشة الموعد النهائي لإقامة البطولة، ستكون كل الاقتراحات مطروحة، وكل الخيارات مفتوحة، والمقترحات هي سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر، ولم أسمع اقتراحاً واحداً يراعي مسابقاتنا المحلية وما سيصيبها من ضرر، والشلل الكامل الذي قد تتعرض له لمدة ربما تصل إلى ثلاثة أشهر، ولم نسمع أي مقترح يتعلق بتأجيل البطولة لعام كامل رغم أنه من وجهة نظري الخيار الأمثل.
هل من المنطق الإصرار على إقامة البطولة في الموسم نفسه الذي تقام فيه كأس آسيا؟، وطالما أن تحديد الموعد هو شأن خليجي بحت، فلماذا المكابرة والعناد والتعنت؟، فنحن الوحيدون المعنيون بتحديد مصيرها، نستطيع تقديمها بجرة قلم وأسهل ما يكون تأخيرها، فإذا كان المثل يقول «خير البر عاجله» يقال كذلك «إن كل تأخيره فيها خيرة»، وهذه الجملة الأخيرة هي ما تنطبق على أوضاعنا الحالية، فتأجيل البطولة لعام كامل سيمنع تضاربها مستقبلاً مع البطولة الآسيوية.
مسك الختام:
في هذا الوقت، نحن بحاجة إلى آراء سديدة وأصوات جريئة، وإلى تغييب العاطفة وتغليب صوت العقل ومراعاة الصالح العام، أما إذا حضرت المجاملات، فلا عزاء للمسابقات، وعندها فلنقرأ على كرتنا السلام.
Rashed.alzaabi@admedia.ae