قطر العزيزة على قلوبنا
قطر هي قطرة من دمائنا ومائنا وسمائنا، هي جزء
لا يتجزأ من ضفاف خليجنا الذي على سطحه سارت سفننا، وخاضت في الموج العتيد ملاحم النشوء والارتقاء إلى مصاف عالم يتحرك دوماً باتجاه المحبة والسلام والوئام والانسجام والاحترام وبدون غوغاء أو عشواء أو شعواء أو افتراء على حقائق التاريخ ومنطق الحياة.. لذلك فإننا نخاف على قطر من أولئك الذين يستخدمون منابرها في تشويه الحقائق والتشويش على شاشة الحق وإرسال صور غامضة وملغمة ومفعمة بالنوايا والرزايا والخبايا، ويريدون الذهاب بهذا البلد الخليجي إلى متاهات التشرذم والاحتدام والاصطدام بالأشقاء والأحباء..
نخاف على قطر من استغلال وضعها السياسي لإفساد الهواء في المنطقة وتلويث البيئة الاجتماعية والعقائدية بعناوين وشعارات باطنها يفضح ظاهرها وكلام في السر والجهر يطلق من أفواه لم تراع ذمة ولا ضميراً، لأنها تنفث سموماً نابعة من قلوب لا تضمر إلا الحقد ولا تخبئ في معاطفها إلا الكراهية للإنسان في كل مكان، راكبة على صهوة الدين، مستفيدة من ثوبه الواسع في تجنيد شحناتها العدوانية ضد أشقاء لا يكنون غير الحب لقطر ولكل إنسان في هذا العالم..
الإمارات اكتوت من ماء القرضاوي ونالها من غيه وطغيانه، ولذلك ارتفع صوتها مشيراً إلى الأشقاء أن ما يفعله القرضاوي لن يسيئ إلى الإمارات إلا قبل أن يضع قطر في خانة القطر، لأن إيواء الوحوش لا يسلم من شرها قريب ولا بعيد، أما عن لعب القرضاوي على حبل الحرية، فالحرية يتوقف مصبها عندما تتناقض مع مصالح الآخرين، فلا يمكن أن يصدق عقل أن يقف إنسان على الرصيف ويخلع ملابسه الداخلية أو يكيل السباب للقاصي والداني ويقول هذه حرية..
ما يفعله القرضاوي هو إهانة للفكر الإنساني ومذلة لقطر وتطاول على حق الآخرين في الحفاظ على مكتسباتهم الحضارية دون مساس من منبوذ أو مشعوذ.. الدين الإسلامي فتح الحوار بين الإنسان والإنسان وبين الإنسان وربه، وتبرأ من السباب والاتهامات الباطلة، وما فعله القرضاوي في حق الإمارات هو خروج عن نص الحرية وتجاوز للديمقراطية ودخول في مسارح العبث وانتهاج سلوك المرضى ومن في نفسه غرض، وغرض القرضاوي هو تنصيب نفسه حامي حمى الإسلام، والإسلام لا يحتاج إلى منافقين وضعفاء نفس وأصحاب إرث تاريخي مشحون بسفك الدماء وإقصاء الآخر وتخريب كل ما هو جميل وناصع.
Uae88999@gmail.com