أجمل الفترات في الإمارات هي فترة الشتاء، لا برد شديداً جداً ولا ظواهر طبيعية غير عادية مثل بعض الدول في الشرق أو الغرب، لا عواصف ولا فيضانات وسيول وانهيارات تربة، لا صقيع يقتل الحياة ويحيلها إلى جليد وتعطيل للحياة اليومية المعتادة. أيضاً لا زلازل أو براكين أو كوارث طبيعية والحمد لله.. شتاء الإمارات رائع بمعنى الكلمة، حيث تتجلى الطبيعة الصحراوية ببهاء وروعة مناظرها الخلابة، وتبرز الجبال شامخة بروعة تغيرها نحو الاخضرار، بعد هطول الأمطار التي تأتي بالفرح مع بدء الشتاء، حتى البحر لا يتغير كثيراً سوى فترات قصيرة، كاسراً حاجز الهدوء والرتابة في الفصل الذي سبقه. إنها فترة الحبور والفرح والخروج إلى سائر المناطق الصحراوية، أو التمتع بروعة السفوح والجبال، كما أن فترة الشتاء هي أهم فترات زيادة الأنشطة الاجتماعية والثقافية والفنية والترفيهية. حبا الله الإمارات بشتاء رائع وجميل وفترة ينتظرها الجميع للحضور إلى الإمارات من سائر أقطار العالم، فهي محطة للسياحة الشتوية وأيضاً أسواق وتجارة وثقافة منفتحة على العالم بأسره. الشتاء دعوة مفتوحة للتمتع بالطبيعة الصحراوية وارتياد المناطق الرائعة في هذا الفصل، حيث تنوع البيئات في الإمارات من سواحل بحرية وشواطئ جميلة إلى رمال صحراوية بلون الذهب، وأيضاً جبال شامخة تحتضن البحر مع سهول خضراء ممتدة في فصل الشتاء تعطي جمالا ومناظر بديعة للناظرين؛ كل هذا مع توافر الأمان والسلام والحب الكبير الذي يحمله إنسان الإمارات لكافة البشر والزائرين لبلدهم الجميلة هو الدافع والمشجع لظهور الإمارات في أجمل حلتها وصورتها الجميلة، وعلى الخصوص في فترة الشتاء. كلنا نحب هذه الفترة والكثير لا يبرح أرض الإمارات لأنها مليئة بالأنشطة والبرامج المختلفة من سياحية وفنية وثقافية، بالإضافة إلى الطبيعة الرائعة لهذه الفترة الشتوية.. إن الشتاء هنا هو أخصب الفترات في العطاء والنشاط بالإضافة إلى أن الأجواء الاجتماعية مشجعة على استغلال الشتاء في نشاط كبير تزهر فيه مناطقنا السياحية، ويتجمع فيها الأهل والأحبة ويلتقون بفرح وحب كبيرين لهذه الفترة الرائعة من السنة، وعندما ننظر إلى النشاط الثقافي بالتحديد فإن ما يقدم من برامج ثقافية وفنية تفوق عادة كل أنشطة العام الذي يمتد إلى أشهر طويلة بينما يجملها الشتاء بتنوع هذه الأنشطة وقوتها وامتدادها إلى مناطق عدة ولعل هذه المهرجانات والعروض الفنية في سائر الإمارات خير شاهد ودليل على أن فترة الشتاء هي الأهم والأجمل والأكثر إبداعاً على سائر الفصول، خاصة فترة الصيف الذي يتوقف فيه النشاط وتقل الحركة الفنية والثقافية، بل إن في بعض الفترات تنعدم وذلك لصعوبة النشاط في فترة الغيظ والحرارة الشديدة، بينما يعتبر الشتاء هو رافعة العمل والنشاط في مختلف المجالات. نحمد الله على هذه الفترة الرائعة في بلدنا العزيز، إنها مساحة كبيرة من الجمال في كل شيء من طبيعة صحراوية جميلة يزيدها هطول الأمطار واخضرار الصحراء وتغير حالها من شديدة القسوة إلى شيء آخر، بل حتى الكثبان الرملية تكون جميلة ورائعة تدعو الجميع لارتيادها والتمتع بمنظرها الرائع في الشتاء الصعب والحارق في الصيف، هذا التغير والتبدل الذي يأتي به الشتاء في الإمارات يجعل الطبيعة والصحراء جميلة جداً ورائعة، بل إن الجبال تظهر أيضاً في غاية الروعة خاصة عندما تجري المياه من أعلى هذه الشامخات إلى الوديان التي تصعد فيها أشجار النخيل والأنواع الأخرى لتستقبل المطر والشتاء بفرح المحب. Ibrahim_Mubarak@hotmail.com