انتصف الموسم، ووضع الدور الأول أوزاره، والأهلي هو بطل الشتاء، وبعد 13 جولة لمسابقة دوري الخليج العربي، لم أشاهد جديداً، سوى «الاسم» الذي منينا النفس بأن يكون رسالة يلتف حولها الجميع، وينهلوا من معانيها قيم الوفاء حتى للمكان، فإذا بهم يواصلون السير في ذات الدروب، وأوشكوا أن يحولوا المباريات إلى حروب. أيضاً، كان «التشفير» لبعض المباريات جديد المسابقة، فلما انتصفت، تمنينا لو أن كل المباريات مشفرة، كنا فقط سنسمع دون أن نشاهد الاعتداء على الحكام، وإهدار الروح الرياضية على البساط الأخضر، ومناوشات اللاعبين التي زادت على الحد، والتشكيك والافتراءات في كل شيء.. ربما لو «شفّروه» كله، ما رأينا هذا الوجه القبيح، لمسابقة حسبنا أنها تفتح صفحة جديدة. لم نشاهد من قبل كل تلك الأخطاء التي تجمعت في منتصف موسم واحد.. أخطاء تجاوزت في بعض الأحيان كل الخطوط «الصفراء والحمراء»، وشاركت فيها كل أطراف اللعبة، من مسؤولين ولجان وحكام ومدربين وجماهير ولاعبين أجانب ومواطنين وحتى الإعلام شارك في جزء منها. لا أدري لماذا وصلنا لهذه المرحلة، أم أننا كنا نخفي الكثير في داخلنا، وكنا فقط نتحين الفرصة لإظهار وجوهنا الحقيقية، ومع الأسف، جعلت من الدور الأول وجهاً قبيحاً لمسابقة انتظرنا منها غير ذلك، فما حدث لم يكن يستحق فعلا كل هذه الدراما التي حفلت بها المسابقة، وصدرناها للعالم. كان «التشفير» ضيفاً ثقيلاً على المسابقة، وقوبل بصيحات الاستهجان من الجماهير ومن الإعلام، على الرغم من أنها تجربة جديدة كان السبب الرئيسي وراءها، الرغبة في استقطاب أكبر عدد ممكن من الجماهير إلى الملاعب، في ظل مطاردة الاتحاد الآسيوي و«الاحتراف» وحسابات المقاعد، بغض النظر عن مداخيل الأندية، التي لا زالت على استعداد أن تدفع للجماهير لا أن تحصل منها على مقابل. ولعله لذلك، ومن وجهة نظر شخصية لا أرى أن قرار «التشفير» أسهم في تقديم أي إضافة لدورينا حتى الآن، سوى أنه ربما حجب عن بيوتنا بعض المشاهد، رأيناها في المباريات غير المشفرة، ولم نكن نرغب في رؤيتها، ولعله لأجلها فقط تمنينا لو أن كل مباريات الدوري «مشفرة»، حتى لا يشاهد «أفلامنا» سوانا. ما كنت أود أن أنظر إلى دورينا هذه النظرة، ولكن راجعوا معي أجندة المباريات حتى الآن، واستعيدوا ما كان.. ستجدونه في معظمه قاتماً، وبالذات على الصعيد الإداري، الذي شهد مناوشات لم تتوقف وأخطاء بالجملة، و«فاكسات» معطلة تتسبب في لعب لاعبين موقوفين، وقضية عدنان حسين، مروراً بأزمة «المادة 16» في قضية الروماني كوزمين ضد العين، ثم الوحدة و«الكاس»، وما نتج عنها من بيان للنادي، وبيان مضاد من اتحاد الكرة، وانتهاءً بأزمة الأهلي مع «الفيفا»، وغيرها من المواقف التي امتدت داخل الملعب وخارجه، انتهاء باعتداء أحد الإداريين على أحد حكامنا، وعدم اكتراث لاعبين بأبجديات الروح الرياضية. وماذا بعد؟.. طالما أن الأمور ليست دائماً بأيدينا، وأن الآمال تدور مع كرة الإمارات، دون أن ندري على أي شاطئ ترسو، فليس أمامنا سوى الانتظار.. أن ترأف بنا الأقدار. كلمة أخيرة: منتهى الإحباط.. أن تتحول الأماني إلى النقيض mohamed.albade@admedia.ae