حينما ينعقد منتدى مهم بحجم منتدى الإعلام الإماراتي تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، فإن الموضوع يأخذ أبعاداً أكثر عمقاً وجدية من أي مؤتمر إعلامي آخر يعقد لإثبات التواجد على الساحة لا أكثر، ثم إن نادي دبي للصحافة بطاقمه الإداري الشاب والإماراتي في معظمه ثبت على خريطة العمل الإعلامي العربي أكثر إنجازات هذا الإعلام حيوية وتأثيراً: جائزة الصحافة العربية ومنتدى الإعلام العربي وها هو يضيف إليهما ثالث إنجازاته: منتدى الإعلام الإماراتي بحضور متميز ضمن أولى دوراته التي ستعقد بعد غد الأربعاء من خلال جلسات تتنوع بين التجارب العملية وجلسات النقاشات الجدلية المهمة. عندما نرصد إنجازات الإمارات فإننا نجد سقفا عاليا جداً قد تحقق في مسيرة الدولة والإنسان تاريخيا وبشكل يومي في القيادة والتنمية والمشاركة والاقتصاد والتمكين والريادة، ونجد أن هناك تناغما واضحا بين ما يتمناه المواطن وما تسعى إليه القيادة، وأن هناك اتفاقاً وتلازماً في المسارات بهدف الوصول نحو الأفضل للوطن والمواطن، إلا أن الصراحة تقتضي القول بأنه في الوقت الذي نجد قوة ومتانة في الكثير من مسارات التنمية وإنجازاتها فإن هناك بعض جوانب الضعف في مسارات أخرى تحتاج إلى وقفة مصارحة من باب الحرص ومن باب الاستحقاق لأن الإمارات تستحق الأفضل، ولأنها تملك أن تكون الأفضل بما لديها من إمكانيات. إن الإعلام الإماراتي بجميع قنواته أحد هذه المسارات التي لا زالت تعاني ضعفاً ظاهراً في أدائها وفي منجزها العام، يبدو ذلك في ضعف تأثير هذا الإعلام محليا على جماهير مشاهديه الذين سرعان ما يهرعون إلى وسائل إعلامية بديلة في الأحداث الهامة والمفاصل الحيوية، لسبب رئيس هو أن إعلامنا لا يستطيع في أحيان كثيرة أن يكون بحجم التحدي المطلوب، وهو للأسف غالبا ما يكتفي بردات الفعل بدل أن يقود الدفة إلى منطقة الريادة والفعل والمبادرة الفذة والمؤثرة. لقد مررنا في الفترة الماضية بأحداث مفصلية في تاريخ الإمارات، كما مرت المنطقة العربية بمجملها بأحداث أقرب إلى الزلازل السياسية، في كل تلك الأحداث أو معظمها كان إعلامنا المرئي تحديداً والمقروء وحتى المسموع غائبا أو حاضرا بخجل أو آخر الحاضرين، لم يكن هناك أي أثر لصانع القرار الإعلامي الشجاع صاحب المبادرات المؤثرة والمدروسة جيدا، بل العكس هو ما كنا نراه، كان هناك صانع قرار غالبا ما يبدو وجلاً ومتردداً في ما يطرحه للجمهور، فيكتفي بأن يكون في منطقة الظل الرمادية خشية على موقعه وعلى نفسه بينما نردد كلنا بأن الإعلام والصحافة أساسهما المبادرة الشجاعة والمواجهة الصعبة التي يعرف المتصدي لها حقيقة الواقع الذي يتحرك فيه وطبيعة الإمكانيات التي يحتاجها ونوعية المعرفة والوعي الذي يتسلح به. إن هذا المنتدى الذي سنكون على موعد معه بعد غد سيكون نافذة كبيرة على قضايا حساسة ستفتح المجال للكثير من الأسئلة الجدلية حبيسة الصدور ربما، وستتحول بفعل الزمن والتراكم إلى منصة حقيقية وقوية تطرح فوقها وعبر جلسات النقاش فيها أهم قضايا وإشكالات الإعلام الإماراتي الذي برغم كل الإمكانيات والشباب الجيد والدفع الحكومي القومي لم يصل بعد لمستوى طموح دولة تمكنت من تحقيق إنجازات عملاقة أصعب من أن تعد أو تحصى هنا، كل ما نتأمله هو أن يقول المتحاورون والمتداخلون ما لديهم بوعي المسؤولية والحرص والرغبة للتغيير نحو الأفضل. ayya-222@hotmail.com