في مسرح الزهرة، جفت سنابل الحقل وجفلت الخيل فترجل حسن سليمان، واليوم يبقى ذلك الكرسي خاوي الوفاض، وبلا روح تلون الحروف، بحرقة الحياة، ولهف البقاء من أجل طفلة تتهجى أنفاس اللقاء المسائي، وزوجة تعد الدقائق في انتظار طلة تشرق من الباب الموارب، والقلب الذي كان تخض خضيضه متاعب الأيام والوظيفة الميسرة، قال كلمته في لحظة التوقف عن الكلام المباح. حسن سليمان، وحدك الآن في الفيض بلا غيظ، لأن العزلة الصافية تهدهد روحاً، مبتغاها الخروج من وهدة القلق اليومي، وما سدده الدهر، من صدمة النهايات المفجعة، اليوم يبقى الأصدقاء والزملاء والمحبون، يخوضون في مفاصل الموت اللئيم، والعيون تبقى كمصابيح مطفأة، إثر غياب المشاكسات اللذيذة. حسن سليمان، لن تسأل بعد اليوم، عن إضافات لأيام تزيد عن موعد التقاعد، فقد أعلنت فجأة عن تقاعد أبدي، وربما عن صحوة أبدية، تعيدك إلى مثواك، إلى التربة والترائب، إلى زمن غير زمن الزهرة، إلى مواعيد غير مواعيد الدوام، إلى لقاءات غير لقاءات المدير وما تديره رحى المناقشات المزمنة. حسن سليمان، تذهب اليوم وتستعيد ذاتك من خلال رحيل لا يقبل العودة، إلى بطاقة الدخول، التي طالما تمنيت ألا تنتهي فعاليتها، كما تبقى على ذلك الكرسي، تصحح ما أخطأت به النون والقلم وما زلّت به ألسنة الأقلام الجافة، أو آلة الكمبيوتر المحترمة تحت لظى الأصابع المتوترة. حسن سليمان، ترجلت وبقيت الخيل، تصهل مبتعدة عن حقل الزهرة، ليبقى الجسد البارد في صقيع ثلاجة الموتى، يطرح أسئلة الموت والنهايات القصوى لروح كانت هنا بالأمس، واليوم قد رحلت تفتش عن صراطها، وعن مستقيم الوجود اللا نهائي، ترجلت سيدي وبقيت الكلمات جافة على شفاه الأحبة، والدموع تغسل الجفون، بملح الحرقة والكمد، ترجلت سيدي واسترحت، وأنت المحارب في ميدان التعب والسغب والعوز المر. فعسى أن يذكرك الأصدقاء، بأفعال تليق بمقامك ومقالك. Uae88999@gmail.com