وحدها الضفائر لم تكن شقراء بل سوداء، أما باقي التفاصيل فقد تشابهت في الغرفة الموجودة أعلى البرج العاجي·· المشط الذهبي المرصع بالمجوهرات الدقيقة، الغرفة الجميلة بالفراش الوثير والطعام اللذيذ· هناك قبعت الجميلة ذات الضفائر تنتظر ما يأتي لها من خلال ذلك الباب القريب، كل ما تعرفه أن هذا الباب يحمل لها هداياها التي ستنسج بأغلفتها وشرائطها ثوب السعادة· يمر الوقت طويلاً، تبقى ذات الضفائر السوداء تنظر إلى الباب وما يحمله لها، تبقى الأشياء تتوالى تباعاً، أملها أن تكون أشياؤها الجديدة، مثيرة· مع الوقت تتشابه الأشياء، لا جديد يبهج النفس، تختلف الأغلفة وألوان الأشرطة ولكن كلها متشابهة، اختلفت أشكالها وتشابه أثرها، بألا أثر لها· لم يعد مهماً أن يأتي الباب بجديد، كل ما يهم، أن يفتح· تبقى عيون ذات الضفائر السود معلقة بقبضته، كل أملها أن يفتح، ليس للمكان أي جمال، لم تعد فيه ألوان· قليل من الضوء المرافق لفتح الباب سيبهج المكان وينعش الروح، ولكن يظل الباب مغلقاً· كل شيء صامت على الرغم من كل الأصوات، باهت على الرغم من كل الألوان، كئيب على الرغم من كل المباهج· المثير في كل هذا، أن ذات الضفائر السود، تمتلك مفتاح الباب، وتملك خيار الخروج والبحث عن الأصوات التي ترغب والألوان التي تبهج، غير أنها لا تفعل· لماذا تفعل؟ الجميع يرونها سعيدة، ولكنها تسأل: هل أنا سعيدة؟ لتبدأ بعد ذلك رحلة البحث داخل الذات ومعرفة ما يعطبها ويجعلها غير قادرة على الإحساس بمتعة الأشياء، وغير قادرة على التنفس· ستحاول ذات الضفائر السود أن تحرك المفتاح في مقبض الباب، سيفتح، ولكنه سيظل موارباً، ستقف طويلاً خلفه تتأمل انعكاسات الألوان وصدى الأصوات، تتردد طويلاً قبل أن تتخذ قرار أن تميل برأسها وتطل خارج المكان لتترك لتلك الضفائر أن تتمايل بحرية، كمقدمة لتتحرر الروح الحبيسة التي تسكنها، ستتحرك في خطوات خارج الباب لترى الألوان وتسمع الأصوات· في خطواتها الأولى ستتعثر بأشياء قد تحطمها أثناء عبورها، المهم أنها ستخطو في تمرد خارج الباب لتدير له ظهرها غير عابئة بحطام ما تعثر تحت قدميها، ستخطو بحرية، وهي تدرك أنها لتحصل على ذلك عليها أن تتنازل عن مشطها الذهبي وفراشها الوثير وهداياها، حتى ضفائرها قد تضطر لقصها، فالطريق الجديد مختلف تماماً وقد تعرقله تلك الضفائر··· ea.ime@ylahnemla_slA