نحن والعالم
نسأل .. لماذا الإمارات متسعة كحدقة العين الصافية؟ ولماذا هي شاهقة كفروع النخل؟ ولماذا هي عميقة كزرقة المحيطات؟ .. ولماذا هي عاشقة ومعشوقة لطيور النورس، ولماذا هي ناصعة كقرص الشمس، متلألئة كالنجوم حالمة كالأقمار..، كل هذه الأسئلة تجيب عليها نخوة الرجال الأوفياء الذين أسسوا دولة لا تميل ولا تنحني بل تطوق الجهات الأربع بحنان واتزان، وبأشواق الذين رفعوا الأعناق عالية، ومدوا الأحداق باتجاه مجد ووجد وجد وجديد يجعل الحياة حقلاً ترتاده رائحة الزهور بعطر الحب والمودة .. كل هذه الأسئلة تجيب عليها صبوة الأفذاذ الذين امتطوا جياد العهد النبيل والوعد الأصيل، وساروا بالقافلة بآمال لا تنكسر، وأمان لا تنثني، ساروا وفي قلوبهم عشب الوفاء للإنسانية جمعاء، وفي صدورهم خصب النخيل الهيفاء، وفي نفوسهم عنب البساتين الفيحاء فما زلّوا وما خلّوا وما كلّوا، وما ملّوا من السعي قدماً، نحو فضاءات العالم وأعين إلى بسط نفوذ السلام والوئام والانسجام وإلى فرد الأذرع مملوءة بعذب المنطق وجمال الحقيقة.
هذه هي الإمارات التي أصبحت اليوم، قلماً يسجل مفردات التاريخ، من حبر الذين يجتهدون ويبادرون ويثابرون ويعتنون كثيراً بعلاقاتهم مع الآخر متفانين جداً من أجل إخلاء العالم، من إنفلونزا الحكايات الشؤم مداومين على صياغة لوحة تشكيلية عظمى اسمها العالم الحديث مواظبين على صناعة قماشة الكون من حرير الإيثار ونكران الذات، ليبقى كوننا نقياً صافياً متعافياً من أدران الحقد والكراهية، ومن صديد الجروح المثخنة، ومن قديد الحروب والكوارث الإنسانية.
هذه هي الإمارات التي قبلت التحدي فسارت في الدروب الوعرة من أجل تمهيد طرق الإنسانية، بأدوات الحق وأساليب الحقيقة، مكتسبة من إرث الذين أسسوا ما زرعوه في الأرض الخضراء من أشجار النبل، وأعشاب الخير لأجل الناس .. كل الناس وبلا استثناء، لأن الأب المؤسس زايد الخير طيب الله ثراه، وخليفته الأمين قائد المسيرة، لم يستثنيا كائناً من كان من رحمة عميمة وخير عام، معتبرين ذلك من أسس نهوض المجتمع ورقي الدولة واتساع علاقاتها الحميمة، مع سائر بلاد العالم مقتنعين أن الإمارات جزء من هذا العالم، فإذا تداعى جزء منه فلا بد وأن تهرع الإمارات لمساندته ومساعدته ومعاضدته، ورفع الضيم عنه، ومنع الشر من الوصول إليه - هكذا هي الإمارات ولذلك أصبحت قلباً في جسد العالم، وروحاً في كيانه وعقلاً في بنيانه.
Uae88999@gmail.com