كلمة استثنائية في قمة استثنائية
أمام حضور استثنائي ظهر أمس للدورة الثانية للقمة الحكومية بدبي، يتقدمهم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ألقى الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية كلمة استثنائية حول سمات القائد الاستثنائي، وحلق بالحضور نحو محطات وقبسات من سمات قيادة استثنائية حظي بها شعب الإمارات، وفي مقدمتها القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، والنهج الذي أرساه وترسم خطاه قائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله.
انطلق الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد في كلمته من صورة تصدرت شاشة العرض في القمة لنموذج أب استثنائي في خمسينيات القرن الماضي حرص على توفير سبل الراحة والأمن والسلامة لأسرته، وهو يقطع بهم الفيافي والقفار مع قافلة من الجمال للوصول لمنطقة أخرى من البلاد، في وقت كانت تعاني فيه شظف العيش والتمزق والخوف من غارات قطع الطرق. عارضاً بعدها صوراً لإطلاق أول قمر صناعي، ويضع الحضور أمام السؤال الكبير كيف كنا وأين أصبحنا؟ لنمضي في رحاب الكلمة الاستثنائية، مع تلك الروح الأبوية المسؤولة- كما في قصة ذلك الأب - والتي رعت بها قيادة الإمارات شعب الإمارات، وهي توفر له كل مقومات ودعائم الأمن والأمان والرفاه والازدهار.
وأشار لغراس القائد المؤسس من إرادة وتصميم في التغيير نحو الأفضل لوطنه وشعبه، انطلاقاً من رؤى استشرافية بقدرات وإمكانات الوطن وأبنائه. ومن ذات النبع والمنطلق كانت مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله، والمتابعة الميدانية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، وجولات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
قيادة استثنائية حققت أداءً حكومياً وإنجازات تنموية متميزة، كسرت بها تلك القاعدة التقليدية بأن إرضاء الناس غاية لا تدرك، فأصبحت تدُرك بالعمل الجاد والمخلص، والبذل والعطاء، والأداء النوعي الذي يسهر على مصالح الناس.
كما تضمنت الكلمة -التي كانت تقاطع بالتصفيق الحار- إشارات للسمات والرؤى القيادية التي نسجت العلاقات التاريخية بين الإمارات ومصر، وسموه يؤكد مكانة أرض الكنانة في قلوب أبناء الإمارات. مكانة عبرت عنها وترجمتها مواقف الرجال، وأكد راعيها في عام 1973 بأن «البترول العربي ليس بأغلى من الدم العربي»، موفداً نجله البكر وولي عهده آنذاك للصفوف الأولى من جبهة المواجهة في تلك الظروف العصيبة والدقيقة من تاريخ الأمة العربية. فكان درساً عملياً قيّماً في العلاقات بين الأشقاء، ونموذجاً للأخوة الصادقة.
ونوه الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد بدور القائد الاستثنائي في بناء التلاحم الوطني وتكريس وتعزيز قيم الولاء والانتماء، هذا الدور الذي يعد من مظاهره وصور عطائه، تلك الوقفة الحازمة القوية العظيمة لشعب الإمارات، وهو يقول لأصحاب الأصوات والدعوات الشاذة «إلا خليفة..إلا الإمارات».
لقد كانت بحق كلمة استثنائية عن قيادة استثنائية، يقول معها المرء «يا كبر حظ» شعب الإمارات بقيادة وضعته في أقل من أربعة عقود في صدارة أسعد شعوب الأرض قاطبة. حفظ الله الإمارات وقيادتها.
ali.alamodi@admedia.ae