تذكر المخلصين والنبلاء الذين أرخصوا الغالي في سبيل الوطن، أعظم وسام نضعه على صدورنا وأفخم تاج نضعه على رؤوسنا.. تذكر الذين أحبوا الوطن وسقوه بدمائهم وعبقوا فضاءَه بأنفاسهم الطاهرة خير ما تفعل وأفضل ما تعمل وأجمل ما تقدمه للوطن.. سالم سهيل بطل من أبطال هذه الأرض الذي واجه العدوان بصدر عارٍ وسماء مكشوفة وأرض بطحاء لا تدجج ترابها إلا بالإرادة والتصميم على صد من أراد أن يبطش وأن يعتدي على حق غيره وأن يدنس الأرض بحوافز الإثم والبغي.. سالم سهيل رجل من رجالات هذا الوطن الذين لم يخسروا أنفسهم ولم يفروا بعيداً عن الحقيقة رغم الغطرسة ونوايا الاحتلال ودوافع القتل وسلب مال الغير بالقوة والغدر.. سالم سهيل فلذة من فلذات كبد هذه الأرض الطاهرة لم يكف عن المواجهة إلا وهو يحتضن سلاحه مضرجاً بدمائه وعيناه نصب السماء التي طارت لها الروح معبقة بأنفاس رجل آمن أن الانتماء فداء وأسمى معاني الفداء ألا يساوم الإنسان على أرضه ولا يقبل بطوفان الجغرافيا على التاريخ ولا يرضخ لادعاءات مفترٍ ولا فتاوى من يريد أن يغير وجه التاريخ بقوة السلاح.. سالم سهيل يذهب بعيداً نحو أفق الحالمين بوطن، سالم سهيل يعيش بسلام فإنه القدوة نقتدي به جميعاً وهو النموذج الذي نحتذي به ونضعه راية وسارية على تراب القلب أن نضعه غصن زيتون مرتوياً بأحلامنا وآمالنا وأمنياتنا بأن تعود الأرض إلى أصحابها وأن يستعيد التاريخ أصوله وفصوله وأهله الذين زرعوا النخلة على أرض طنب وسقوا الأرض بماء ودماء. سالم سهيل إذ تكرم عائلته وزارة الداخلية إنما هي وقفة الشرف الإماراتية ورؤية الذين يضعون الإنسان بين الرمش والعين ولا يفرطون في حبه. سالم سهيل يغيب اليوم بعد تسعة وثلاثين عاماً ولكن رائحة دمه المسفوح غدراً لم تزل تعبق الذاكرة ولون الأحمر الطاهر يسجل فصلاً من فصول التضحيات التي يقدمها ابن الإمارات من أجل البقاء ومن أجل الإطار الإنساني ونشر رسالة السلام لكل من يحب السلام ونثر ورود الحب لكل من يريد أن يؤسس واقعاً بشرياً خالياً من الضغائن والشحناء والادعاءات والافتراءات والقفز على سطور التاريخ وصياغة سطوره الركيكة والباطلة. سالم سهيل يغيب اليوم لتبقى عقود غيابه ثلاث قصائد ترصع الكون بألوان الحقيقة التي لا تدحض ولا تذعن للتزوير والتحوير وتبرير ما لا يبرر ولا تغيير ما لا يغير وتسطير ما لا يسطر.. تبقى الحقيقة ناصعة، ساطعة، أن الجزر الثلاث إماراتية لن تبدلها غمامة ولا جهامة ولا عمامة ولا قتامة النوايا و”سوء الفهم”.