لم أعرف أن «البنفسج» زهر حزين إلا من أغنية مصرية قديمة، تتعجب من قدرة البنفسج على جلب البهجة رغم أنه زهر حزين، مثلما هو حال «بنفسج العين» هذه الأيام، فجماهيره حزينة على حاله، تصر على وقفتها وعلى دعمها لكنها في المقابل لا تجد مؤشرات حقيقية على العودة، ويبدو أن كيكي انتصر على الجمهور في معركة «البهجة والحزن»، فجمهور الزعيم هو سر بهجة البنفسج، بينما بات كيكي فلوريس سر أحزانه، إذ يراوح نفسه، ويبدو في مجمل أدائه غير منسجم مع الفريق ولا حتى مع الدوري. التساؤل عن سر أحزان البنفسج، لا يمنع ولا يحول دون الحديث عن مذاق «العنابي» الرائع الذي ألهب حماس محبيه في استاد هزاع بن زايد بالعين، بعد أن تفوق الوحدة في الكلاسيكو التاريخي وعاد من دار الزين بهدف يساوي الكثير، ودخل به «أصحاب السعادة» التاريخ، بوصفهم أول فريق يحقق الفوز على العين في ملعبه الجديد والذي يمثل تحفة الرياضة الإماراتية الحديثة، كما أنه أول فوز على العين في ملعبه خلال الموسم الحالي، ما يجعل للانتصار «العنابي» أكثر من مذاق ومعنى. وعلى الرغم من أن العين تمكن في الجولة الماضية من تحقيق فوز مهم وعريض على دبي بملعب الأخير، في ظل غياب الموهوب عمر عبدالرحمن، إلا أن ذلك لم يكن ممكناً أمام الوحدة، لأن الأمر مختلف، والظرف مختلف والرغبات هي الأخرى متباينة، فاللقاء مع العنابي له حضوره الخاص وحساباته المتفردة، التي لا تعترف بحسابات البقية، ومنها على أي أرض يلعب، فالمواجهة بينهما بطولة، وغياب طرف مؤثر عن أي فريق، تظهر عوارضه فيها بشكل كبير، مثلما تأثر العين بغياب «عموري» فيما لم يكن تأثر الوحدة كثيراً بغياب الكمالي لأنه أحسن تعويض الغياب. عيوب العين الفنية تظهر في المواجهات الكبيرة.. قد تختفي في مباراة أمام طرف متواضع لكنها تظهر جلية أمام الكبار، لتمثل فرصة سانحة لإدارة الفريق الفنية للتخلي عنها وعلاجها، لكن المشكلة الأكبر أن المدرب يبدو وكأنه لا يريد العلاج، وأحياناً يترك العلة ليعالج أمراً آخر لا يسبب مشكلة للفريق، حتى كدت أشك في بعض الأوقات أن المدرب يريد أن يستغني النادي عنه، لأن الفائدة ستكون كبيرة، إذ سيحصل على ما يريد وسيبحث عن فرصة أخرى، تتضاعف فيها الفوائد، بالعمل في نادٍ يعطيه أكثر مما يريد. هناك شيء ما في العين .. هو السبب في هذا العبء الذي يحمله اللاعبون على أكتافهم وهم يهرولون في الملعب ..هو السبب في حالة الشتات التي تعتريهم وهم على أبواب الفرص .. هو السبب في الصمت الفني الذي لا يضيف جديداً .. هناك شيء هو السبب في عقم الهجوم بشكل واضح يكشفه الإنتاج المحدود والضئيل بغض النظر عن طفرة في مباراة أو اثنتين .. هناك شيء اتضح أكثر أمام الوحدة حين ذهبت كل محاولات «الزعيم» سدى أمام إبداع مطر وتيجالي ودياز وغيرهم، والذين منحوا الوحدة فرحة مستحقة وخلفوا وراءهم في العين مرارة سلبت جمهوره النوم. هدف تيجالي أمس الأول لم يصعد فقط بفريق الوحدة إلى المركز الخامس ويهبط بالعين إلى السادس، لكنه جرس إنذار لحالة عيناوية يجب أن تفيق من سباتها، إذا كان النادي العريق جاداً في مسعاه صوب آسيا وصوب استعادة أمجاده القديمة، لأن ذلك قد يكون صعباً للغاية في ظل ما رأينا وفي ظل عدم قدرة الفريق حتى على الحفاظ على أمجاده الحديثة. كلمة أخيرة: تكرار الأخطاء دليل على أنك لا تعمل ولا تتعلم وبالتالي لا تستحق أن تفرح mohamed.albade@admedia.ae