نصف عام!
من أجل المنتخب، علينا أن نوقف نشاطنا الكروي نصف عام تقريباً، يتجمع خلاله فريقنا الوطني للاستعداد لبطولتين مهمتين، الأولى هي كأس الخليج في نوفمبر من هذا العام، والأخرى بطولة كأس آسيا، المقرر لها يناير المقبل بأستراليا، أما لماذا نصف عام، فلأن مدة التوقفات المقترحة تصل إلى 150 يوماً، وبحساب الموسم الكروي فإنها تبلغ النصف وربما تزيد لأن الموسم لدينا يمتد لعشرة شهور.
ومع الإقرار بأن المنتخب هو غايتنا جميعاً وأن توفير أفضل الظروف أمامه للإعداد مهمة الجميع، علينا أن نقر أيضاً أن مدة التوقفات كثيرة، وتكاد تفرغ الموسم من محتواه، ولو بقيت على ما هي عليه، فالأولى أن نعطل الموسم كله، بدلاً من أن نضرب أخماساً في أسداس بهذه الطريقة، ونطرح ثلاثة سيناريوهات للتعامل مع الموقف «أحلاها مر»، ويجعل من المسابقات مجرد مسميات، بينما هي في الحقيقة «كر وفر» ومباريات مضغوطة ومسابقات متداخلة، لتفقد الكرة متعتها وبهجتها.
وحتى لا يزايد أحد علينا، أعتقد أنه من الثابت أننا جميعاً ننشد صالح المنتخبات، ولكننا أيضاً نريد الثبات لمنظومتنا الكروية وأن يكون لها طعم ولون، لا مجرد لافتات نضعها بينما الواقع يقول إنها غير حقيقية، إضافة إلى أن تلك المسابقات التي نتعامل معها باعتبارها «آخر الحسبة» بلغة المال هي أصل اللعبة لدينا، فالأندية تنفق مئات الملايين كل موسم، من أجل أن تلعب، وتجلب اللاعبين الأجانب وتتعاقد مع المواطنين المحترفين، ليلعبوا وليس للجلوس والاسترخاء.
كما أن هناك نقطة مهمة، علينا أن نتفق على قناعاتنا حيالها، وهي أن المدد الزمنية المقترحة كتوقفات، تعني ببساطة أن المدير الفني للمنتخب مهدي علي، ينظر إلى الدوري باعتباره معوقاً لاستعداداته، وأنه لا يحقق فائدة تذكر للاعبيه، ولو كانت للدوري وغيره من المسابقات فائدة، لتركه يمضي، وهو مطمئن على لاعبيه وتطور قدراتهم الفنية والبدنية.
أعتقد أنه على اللجنة الفنية خلال اجتماعها المقرر هذا الأسبوع أن تصل إلى نقطة التقاء مع مهدي علي وأن تراعي ويراعي هو أيضاً، وهم يستقرون على شكل الموسم، صالح الأندية؛ لأنها شريك مهم للمنتخب ولولاها لن نجد لاعبين للمنتخبات، وتستحق منا أن نساندها لا أن نصدر لها «فرمانات» واجبة التنفيذ، وكم أتمنى لو جرى استطلاع رأي للأندية من قبل الاتحاد، أو لو زار مهدي علي الأندية، إن لم يكن لاستطلاع رأيها، فلضمان مساندتها في موسم شاق وصعب على الجميع.
أما السيناريوهات الثلاثة التي تم طرحها للموسم المقبل، فأعتقد أنه لا يوجد نموذج واحد منها صالح للتطبيق، ولن تزيد المسابقة إلا ارتجالاً وضعفاً في المستوى وعدم تكافؤ في الفرص، فلا يمكن أن تلعب الفرق بدون دوليين، كما أن نظام المجموعتين سينال من هوية المسابقة بأسرها، باعتبار أنه تعديل جذري، يبدو هائلاً قياساً بأن منتخبنا يستعد لكأس آسيا وكأس الخليج التي فاز بها «الأبيض» في النسخة الماضية دون أن نلجأ لتغيير كهذا.
كلمة أخيرة:
الأفكار التي ترتبط بالمجموع.. يجب أن يتفق عليها الجميع
mohamed.albade@admedia.ae