يتولد لدي الفضول صباح كل يوم راغباً في قراءة الملاحق الإعلانية التي تضم إعلانات مبوبة جديدة، ما يجعلني أشعر أنني أضفت معلومات جديدة إلى ذاكرتي أفتقدها أحياناً في الصحف اليومية، والسبب الرئيس في ذلك يرجع إلى كثرة عدد المصادر التي أصبحنا نتلقى منها الخبر. سرعة الخبر اليوم أصبحت تضاهي سرعة الضوء إن لم تكن أسرع بقليل، خاصة بعد الانتشار السريع لمواقع التواصل الاجتماعي التي باتت اليوم معتمدة لدى الكثيرين في استقصائهم لإخبارهم، ما جعلني أترحم على صحيفة "النخي" التي كانت أخبارها تعيش أشهراً عدة حتى يتناقلها الجميع، ويطلع عليها أهل البلد والمسافرون لتلك المناطق، فعمر الخبر ينتهي لحظة انتشاره بين الناس وتداوله بينهم. أما الإعلانات فهي جديدة متجددة كل يوم، تعرض السيارات المتنوعة والعقارات المختلفة والبضائع والسلع والإعلانات الترويجية، بالأسعار المتنوعة وعلى حسب "مزاج" السوق، والسوق كما يقولون عرض وطلب، فإذا زاد المعروض قلت الأسعار وإذا ندر المعروض زادت الأسعار. اليوم أصبح لدينا العديد من المواقع التي تنقل الأخبار والقصص الإخبارية، بعضها أثمرت كُتاباً جدداً لا يلتزمون بما يلتزم به الصحفي، والمواقع الأخرى تجدها أنتجت لنا مصورين يلتقطون اللقطات ويضعونها في خانة المشاركين دون اكتراث للعناصر الفنية للصورة الجميلة، ومواقع أخرى باتت تنتج مذيعين "إن صح التعبير" يبدأون حديثهم بـ "هاي كيكرز"، ويختمونه بدعابة ساخرة لا فائدة منها إلا تشويه الصورة العامة للمشاركين. المهم أنني أصبحت أشعر أنه لا جديد في عالم الصحافة سوى الإعلانات التي تتغير بتغير المعلنين التي لا تستمر على نمط معين لأنها بلا شك مدفوعة الأجر، وأصبحت أشعر أنه ليس كل جديد يمكن أن يكون خبراً، ولكن الخبر هو ذلك الذي يتضمن تفاصيل منطقية تتمتع بمصداقية وتنقل بموضوعية. بعض اللقطات و"الكليبات" التي لا تمثل مجتمعنا باتت تنتشر بصورة كبيرة، وقد يعتقد بعضنا أنها تمثل واقعنا أو مجتمعنا، ولكن بالعكس فهي لا تمثلنا وأصحابها قد لا يكون لهم علاقة بنا وإن كانوا من بعضنا، فالذي يمثلنا ذلك المجتهد الذي أضاف للمجتمع شيئاً جديداً يجعلنا نفتخر به وقدم وضحى وأعطى من أجل رفعة وطننا، والسؤال هنا لماذا لا نوجه تلك التقنيات الجديدة والمواقع الاجتماعية لإبراز النماذج الجيدة بالمجتمع؟ بدلاً من تلك التي جعلت من "حسون" أشهر من نار على علم، ولماذا لا تلتفت الجهات المختصة مثل هيئة تنظيم اتصالات والحكومة الإلكترونية لاستغلال تلك المواقع للترويج للمبادرات الناجحة والأفكار النيرة التي تمثل شباب الإمارات وطموحاتهم. حمد الكعبي | halkaabi@alittihad.ae