الحرس الجديد!
كلما تملكني اليأس والإحباط، من نتيجة آسيوية لأي ناد من أنديتنا أو حتى من أي نتيجة في الدوري نراها خارجة عن المألوف ولا تنم عن ثبات المستوى، وكلما سألت نفسي: من أين يجلب منتخبنا الوطني لاعبين يحملون الراية، في ظل مستوى كذاك أو نتائج كتلك، تذكرت الشباب.. نعم الشباب، أو من يمكن أن تسميهم الحرس الجديد، الذين جاؤوا وقد حملوا معهم رايات التفاؤل، من أمثال حمدان الكمالي، وسلطان برغش، وأحمد خليل وعلي مبخوت وعمر عبدالرحمن، وذياب عوانة، وماهر جاسم، وقائمة طويلة من اللاعبين يأتي في مقدمتها سعيد الكثيري، الذين لا يسعك وأنت تذكرهم، سوى أن تبتسم.. ابتسامة رضا واطمئنان، خاصة وأن هذه المجموعة، وبرغم الدفع الشحيح بها في تحديات حقيقية تبدو متمسكة بالفرصة، عازمة على الاستمرار، ومن حين إلى آخر تترك بصمة، كتلك التي تركها أحمد خليل وسلطان برغش في مباراة أوزبكستان الأخيرة للمنتخب والتي وضعتهما في صدارة المجموعة.
هؤلاء هم جيل التحدي.. هم الذين بدأوا من حيث يتمنى أن يصل غيرهم، سوادهم الأعظم من أبطال آسيا وفرسان المونديال الذين حلوا ضمن أفضل ثمانية منتخبات في بطولة كأس العالم الأخيرة بمصر، وهم ليسوا وحدهم عنوان التفاؤل، فالقاعدة لدينا أكثر ثراء من قمة الهرم، ويكفي أن منتخباتنا السنية كافة حققت على صعيد القارة ما لم تحققه منتخبات أي دولة أخرى، فمنتخباتنا هي الوحيدة في آسيا التي تأهلت إلى نهائيات القارة الصفراء، وهي في صدارة مجموعاتها، وهو إنجاز كبير وعبقري، ربما لا نتوقف عنده كثيراً، لأننا اعتدنا فقط أن ننظر للأمور من نواصيها، دون أن ندقق في تفاصيل الصورة، غالباً، نكتفي بالعناوين، دون أن نقرأ المضمون، ونعشق ملخصات الأخبار دون أن نتعمق في الملفات ونستكشف كل ما خفي عنا.
كرتنا بخير، ولكنها كي تستمر كذلك، وكي تجني ثمار هذا الجيل الرائع من اللاعبين تحتاج من الأندية، أن تتعهد بالمزيد والمزيد من الرعاية، لأنهم ثروتنا، وعما قريب سيكون هذا الحرس الجديد، هو العنوان لمرحلة جديدة وصباح جديد، وأعتقد أن هذه الفئة التي اعتادت منصات التتويج، لن تسمح لنفسها، بأن تكون مجرد «كومبارس» في أي محفل أو مجرد أسماء في لوائح فرق لا تقدم ولا تؤخر.
لدينا قاعدة واعدة بحق من الشباب، وأكاد أقول إنهم ومضات حقيقية في دوري المحترفين، وغالباً ما تكون مشاركتهم مقرونة بإمتاع، وإذا كنا نريد الاستمرار لهذه المجموعة، والدخول بها إلى طور التطور الطبيعي للمواهب، علينا أن ندرك أننا شركاء، فهم إن استمروا، فلأننا دعمناهم وساندناهم، وهم إن تخلف واحد منهم- مجرد واحد- عن الركب، فلأننا من أراد ذلك!
كلمة أخيرة:
النجومية لم تكن يوماً اسماً بلا مضمون.. لكنها قد تكون مضموناً بلا اسم