كيف يمكن لوردة أو زهرة قوتها في ارتوائها بالماء، وتلك المساحة الصغيرة التي تسمح للجذر أن يتعلق بالأرض أن تشق طريقها وتزهر بين الصخور المسننة وببطء لا يدرك سره، وتظل تعاند على الحياة حتى تستقيم، وفجأة يتحول ذلك المكان الصخري إلى حديقة من ورد وعطر ولون وفرح، هكذا تعمل الثورات حيث تتحول الساحات إلى حدائق للغناء ورذاذ من روائح الحرية التي تشبه فجراً جديداً، شمسه وإشراقها مختلف بالتأكيد.
- أستغرب من تعامل بعض الأفراد المتسلطين الذين ما أن يمكّنوا في الأرض حتى يسنوا سياسة التعامل بـ«بعجرفة» مع الناس البسطاء والعاديين، ومع ذلك يريدون منهم على الدوام التصفيق والهتاف ومباركة الأعمال، كيف لمثل هذه السياسة التي يزخر بها وطننا العربي المغلوب والمنكوب أن لا توضع ضمن القوانين ووفق بنود الدستور ما دامها سياسة يعتقد المسؤولون أنها تفيد في حكم البلاد والعباد.
- سيظهر الكثير من المتلونين والمتقلبين والمداهنين ليقولوا لثورة الربيع والشباب المصري، لقد كنا معكم، وهم لم يكونوا معهم، ليفوزوا فوزاً عظيماً.
- يقال أن أكبر ثورة في التاريخ والتي أرست دعائم حقوق الإنسان والمبادئ الأخلاقية التي يجب أن تسير عليها النظم والأمم هي الثورة الفرنسية عام 1678 م، لكن الثوار حين أقتحموا أكبر السجون الفرنسية “الباستيل” لم يجدوا إلا سجيناً واحداً، في حين الثورات التي أصغر منها تجد في السجون بالآلاف أحياء، ومثلهم أمواتاً يرزقون.
- على ذمة أحد المحاسبين القانونيين والذي أحصى خسائر مصر في سنواتها المنصرمة نتيجة الفساد والرشوة والمحسوبية، وبعد جمعها - في رأسه - وتقسيمها على عدد سكان مصر، ظهر نصيب كل مواطن 60 ألف جنيه، لذا ما قيل عن عبث “عمار يا مصر” ورغم ذلك كان دخل نصف سكان مصر اليومي خلال السنوات الماضية يورو واحد.
- بعض الفنانين المصريين حقيقة لا يستحقون أن يطلق عليهم فنانين، ولا لزوم لربطهم بمصر، ولو كانوا يعدونهم الناس من الكبار، لأنهم ظهروا على حقيقتهم، وعلى حقيقة عقولهم التي تشبه عقول العصافير، وأنهم لا يرتقون لنحسبهم من “الكومبارس” إنما هم من مخلفات شارع محمد علي.
- أثبت الشباب المصري أنه واع سياسياً وثقافياً ومتحضراً في تعامله مع الأشياء الغالية في الوطن، فكان بعيداً عن العنف، وما يمكن أن تخلفه الثورات من فوضى وفراغ أمني، وتعطل القوانين، نفس هؤلاء الشباب الواعي سينظفون الشوارع غداً من كل المخلفات لتصبح القاهرة “منوره بأهلها”، وبجيلها الجديد.
amood8@yahoo.com