بداية الفوز والخسارة
صعد العين إلى نصف نهائي الكأس، ليؤكد تفوقه في كل البطولات التي يشارك بها، ويؤكد للجميع أن «الزعيم» بمن حضر، فها هي المباراة الثانية التي يغيب عنها جيان، ويظهر أكثر من جيان في المباراة، بالرغم من أنها أمام بني ياس صاحب الذكرى الحزينة للعيناوية في البطولة ذاتها العام الماضي.
تقدم العين في الشوط الأول، وكان الأفضل والأخطر، وفي الثاني اختلف الوضع وتسيد بني ياس الفرص والهجمات حتى جاء هدف التعادل عن طريق نجمه الجديد محمد أبو تريكة، لكن بعد الهدف، توقف «السماوي» عن الدوران، ووضح انخفاض اللياقة لدى لاعبيه في وقت كان فيه من المفترض أن يواصلوا تفوقهم. وفي المقابل، كانت ردة الفعل القوية من الزعيم الذي رفض أن يعيد سيناريو الموسم الماضي، لينتفض لاعبوه في الملعب، ويحققوا فوزاً غالياً بالإرادة التي باتت أهم ما يميز قافلة «البنفسج».
وبعيداً عن المباراة، يحسب لإدارة العين اختيارها لأجانب قادرين على صناعة الفارق في الفريق، وتعاملها الاحترافي مع كل بطولة يخوضها الزعيم، فمنذ البداية والفريق يسير على وتيرة لا مبرر لها سوى حسن الاختيار والتناغم الممتد في الأوصال العيناوية.
?في المقابل، ركزت تصريحات الإدارة السماوية بعد المباراة حول التعاقدات الجديدة مع الأجانب على ضرورة وجود لاعبي خبرة في الفريق، باعتبار أن البطولة الأولى تحتاج إلى خبرة، وبهذا المنطق كان التعاقد مع ويلهامسون، ولكن المباراة طرحت التساؤل: بماذا أفادت خبرة ويلهامسون «السماوي».. هو لاعب كبير نعم، لكنه في أوقات كثيرة، بدا أنه لا يستطيع أن يجاري الفريق، فما بالك بالمنافس.
أعجبني تصريح عمر عبدالرحمن بعد المباراة حول طلبه لقميص أبو تريكة، فقد قال إنه تشرف باللعب بجواره، وإنه استفاد كثيراً منه سواء داخل الملعب أو خارجه، وهو تصريح يدل على أن النجم الموهوب «عموري» لم تزده النجومية إلا تواضعاً. ? وبعيداً عن هذه المباراة، كانت المواجهة المرتقبة بين الجزيرة والوحدة والتي انتهت لمصلحة العنابي، وإذا كانت الخسارة في حد ذاتها بالنسبة للجزيرة أو أي فريق آخر ليست عيباً، إلا أن الأداء المتعالي من أغلب اللاعبين، يوحي بأنهم تشبعوا، فلا حرارة، ولا قتال، ولا حماسة، وعلى العكس تماماً كان لاعبو الوحدة شعلة من النشاط والحيوية، وكانوا مقاتلين بمعنى الكلمة بدليل أن هدفهم الثاني جاء في الوقت القاتل، والأهم من ذلك كله أنه مع مطلع كل يوم جديد يثبت إسماعيل مطر أنه النجم القادر على صناعة الفارق تحت أي ظروف.
ومن مكاسب الوحدة المهمة في المباراة، عودة محمد الشحي إلى سابق مستواه، فقد كان أحد أهم اللاعبين في التشكيلة، ناهيك أيضاً عن عودة عبدالله النوبي الذي أتذكر أنه في عام 2005 فاز بجائزة أفضل لاعب صاعد في استفتاء «الاتحاد»، قبل أن يتعرض لإصابة أثرت كثيراً على مستواه، وأمس الأول عاد، وأذهل الجميع، من راهنوا عليه، ومن راهنوا ضده.
ويحسب لإدارة العنابي البعد النفسي الذي لعبت عليه قبل المباراة، وحسب معلوماتي أنهم لم يفارقوا الفريق طوال الساعات التي سبقت المباراة حتى أنهم ملأوا كل أروقة النادي بصور بطولات الفريق، ولم يطالبوهم سوى بعرض مشرف، فكان الفوز والتأهل.
كلمة أخيرة:
الفوز والخسارة يبدآن من عندك!
محمد البادع | mohamed.albade@admedia.ae