أنتم المساكين، أنتم من بات واقعه كالكابوس، وبات انتظاره لخبر الفرحة أشبه بعشم إبليس، أنتم من أصبح هدفه مجرد وهم، وحلمه كالسراب يراه ولا يصل إليه، فالنصر قصة ألم، حكاية حزن يعيش جمهوره مأساتها كل موسم.. فكلما يقترب من أن يقف يسقط.. وكلما يبدأ بالشعور بالنشوة والفخر يُحبط.. وكلما تفاءل يتشاءم أكثر، تمر الوجوه، تختلف الشعارات، تتداول الإدارات وتتغير المجالس، وتبقى النتيجة واحدة، لا شيء. النادي الأعرق في دورينا، النادي الذي أسس الطريقة الحديثة في إدارة الأندية مطلع الثمانينيات، بات اليوم مجرد مشاهد لأفراح كل الفرق نهاية كل موسم، ومازال البعض يعتقد أن المشكلة ستحل في تغيير هذا المدرب أو هذا المجلس، أو حتى مدير الفريق، ولكن يبدو أن المشكلة أكبر، فالفريق الذي سرق الأضواء في الانتقالات الشتوية، أصبح مرشحاً للوصول إلى نهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة، ولكن عاد الجميع ليلتها إلى دبي، وهم يوقنون أن الفوز بأي بطولة لا يعني فقط مجرد انتقال لاعب أو نجم، بل أمور أكبر وأعمق يدركونها هم قبل الجميع. البعض سوف يتساءل: لماذا اخترت عنوان أنتم.. أنتم؟ هذه كانت العبارة التي استهل بها مروان بن غليطة رئيس مجلس إدارة النصر كلمته في أول ظهور له للإعلام بعد توليه منصب الرئيس في النادي، وعليه فإنه يجب أن يكون وفياً لهذا الشعار، ويحقق للجماهير الذي وصف فرحتهم بالأهم، فالأيام تمضي والمواسم تنتهي.. ولا شيء يمكن أن يتغير، فإدارة بعض الجوانب الإدارية من خلال جلسات الكوفي شوب حفاظاً على سرية جداول الأعمال وبعض المواضيع لا تأتي ببطولة. وتمرير بعض القرارات عبر الرسائل النصية لا يأتي ببطولة، ونظام المكافآت غير المحفز حفاظاً على الميزانية لا يأتي ببطولة. أحترم إدارة بن غليطة، وأدرك أن الاستعانة بحميد الطاير كانت أحد أهم القرارات، التي اتخذتها الإدارة الجديدة، في سبيل تعديل أوضاع الفريق، ولكن اليد الواحدة لا تصفق. وأعرف أن شخصية إدارية مثل مروان بن غليطة يملك من الحنكة الإدارية التي تؤهله لأن يعيد النصر إلى البطولات وتحقيق وعده في مشروع المنصة، التي أشار إليها ولكن لم تكتمل حتى الآن. ولكن الوعود لا تمنح الدرع، والمشاريع لن توصلك الى النهائي والشعارات ليست كافية لأن تستعيد اسم النصر مع الأبطال، والمطلب إما البطولة أو البطولة. أخيراً هو أحد عمالقة كرة الإمارات الذي بدأ ركل الكرة على هذه الأرض، قالها معالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان قبل مباراة العين، والنصر: «لا تنسون أني أحب النصر أيضاً»، وأنا أقول له ومن لا يحب النصر يا بومبارك. Omran.admedia@live.com