كيف تبدأ حياة مملوءة بالصحة والنشاط والعافية لجسمك وعقلك، وسط أجواء يعيشها العالم الآن، وتبعث على الكآبة، وأحياناً الانهيار. لقد عكف العلماء منذ زمن بعيد على تناول قضايا تهم الإنسان، وتساعد على بقائه سنوات أطول على قيد الحياة، دون أن يعاني من أمراض الشيخوخة، وكانت البداية من تنقية الروح مما يعلق بها من شوائب، وكيف يمكن للإنسان أن يرتقي بها، ويخلصها من براثن التيه والإحباط الذي تعانيه، وصولاً إلى السعادة التي تتحقق بشكل كامل، عندما يتغلب جانب الخير على جانب الشر في هذه الحياة. إن فكرة السعادة في الحياة تمر عبر مفهوم الصحة الجيدة التي تمكن الإنسان من تحقيق أهدافه في الحياة، وصولاً إلى هذه السعادة، فقد جاءت كل الأديان عبر التاريخ البشري، ومن لدن أبو الأنبياء إلى خاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم، لتؤكد على أهمية المحافظة على الصحة وسلامة الجسد حتى يمكنه من أداء المهمة الموكلة إليه، وهى عبادة الله وخلافته في الأرض، وأعتقد أن كل نظريات الفلسفة عبر التاريخ دارت حول هذا المفهوم، حيث كان الهدف الرئيسي أن تتحقق السعادة للإنسان حتى يمكنه أن يصل إلى هدفه. لكن الغريب أن منجزات الحضارة الإنسانية خلال القرنين الأخيرين لم تراع هذه المفاهيم بالصورة الكاملة، من خلال عادات وتقاليد باتت ضد الإنسان، وتعجل بنهايته. خذ مثلاً السهر لفترات طويلة وما له من تأثير على صحة الإنسان، وكذلك تغيير نمط التغذية والإقبال على الوجبات السريعة، وما لها من أثر مدمر على صحة الإنسان، وكذلك التدخين الذي بات يقتل أكثر من مليون شخص حول العالم، والمهلكات كثيرة ولا حصر لها. إن العودة إلى الطبيعة وممارسة الرياضة والإقلاع عن السلوكيات الخاطئة هي السبيل إلى الحياة السعيدة، وخاصة إذا تحقق ذلك مع الاستفادة من منجزات الحضارة في مجالات الطب والعلوم وعلم النفس وغيرها. لقد اجتهد العلماء حول العالم في البحث حول سبل مقاومة الأمراض التي تصيب الخلية، ونجحت في هذا المجال أبحاث يمكنها أن تطيل عمر الخلية. وتقاوم تعرضها للشيخوخة والسرطان الذي يؤدي إلى الوفاة، لكن في المقابل تطورت أساليب تدمير هذه الخلية من خلال عادات وتقاليد أخرى لم يقصدها الإنسان، ويبدو أن تحقيق السعادة لا يمر إلا عبر بوابة الالتزام ومحاولة الحفاظ على هذا الجسد، الذي قال عنه أحد الحكماء إن جسدي كحماري، ويجب علي أن أغذيه وأحافظ عليه حتى يمكنه أن يحملني إلى حيث أريد. إبراهيم العسم