يكلل اللون الأحمر اليوم كل الأرض، اللون الأحمر بدلالاته الجميلة، إنه يوم مختلف في بقاع الأرض، حيث يلملم العشاق دقات قلوبهم ويرسمون القلب الأحمر رمز الحب ويحملون وردة بأناملهم، وكلمة تسكن على طرف اللسان، يبوحون بها لتتجدد العهود وتعمر الروح بالفرح. في هذا اليوم ومهما اتفقنا أو اختلفنا على أن نفرح به ونستقبله بكل الورود الحمراء، يبقى اليوم محطة مهمة في أيام العام، كما الكثير من المناسبات التي تعيد لنا الذكرى، وترسخ في داخلنا معاني جميلة، تنعشنا وتنعش أيامنا، ففي هذا القفر الذي نعيشه بالكثير من الألم القادم من البعيد والقريب، بكل الموت الذي يحصد البشر في كل لحظة وثانية، بكل البؤس الذي يرتسم على وجه القارات ويكسر نظرة طفل وينتزع ابتسامة ويوقف رقصة في أوج انتشائها، نحن بحاجة إلى ذاكرة عامرة بالحب، بحاجة إلى التذكير بأن هناك شيئاً أكثر قداسة من السلطة والمال والجاه والقدرة على القتل والإلغاء والتهميش ومصادر الرأي والدسيسة والفتنة والنميمة والكذب والنفاق والانحطاط في القيم والأخلاق، وهو الحب.. نعم هو الحب الأكثر قداسة، الحب هذا الشعور والفعل والقيمة والمبدأ الذي تعمر به الأرض كي تكون صالحة لسكن الإنسان عليها، صالحة كي تجمع الجميع ليبنوا ويتواصلوا وينتجوا الجمال بكل أشكاله، ليرتبطوا بالطبيعة كأم تستحق المحبة والرعاية على الدوام.. كي نكون في سلام. ??? في هذا اليوم تحتفل أكثر الكينونات جمالاً فينا، وهي مشاعر الحب، حين تشع بكل صفائها وتختلج مع النهار والليل، مع الهواء والماء، مع عطر الوردة وبهاء أوراقها وتناثر الندى، يحتفل العشاق اليوم لتميل كفة المحبة على الارض ثقلاً وكثرة وانتشاراً، علها تمس الكره وتحرقه أو تحيله حباً، عله يستحي من وجوده على الأرض، عله يقرر أن يخرج من بعض القلوب ويفسح مجالاً للحب كي يستقر فيها، عل عدوى اليوم توقض الأموات في الحياة ويتنفسون شيئاً من زفير العشاق العذب، عل القلوب المتصحرة تشف. ??? كم مخيف أن يتوقف القلب عن النبض باسم الحب، كم مخيف أن تتوه الروح في فضاء اليوم العادي والباهت والمتكرر بلا شغف وانتظار وكلمة تعيد انتشاء القلب وتشع فيه النور وتضبط إيقاعه، كم مخيف أن تتصحر الروح ولا يعود يأتيها الهيام والرغبة في التحليق قرب المحبوب، كم محزن أن يموت الأمل ويتسلل اليأس إلى النفس حتى أن يهلكها. نعم مخيف ومرعب هذا الوضع في حياة يجب أن تعاش بكل جمالها وفتنتها الرحبة؛ فلذا من الضروري أن نزرع أشجار الحب في حياتنا، نرعاها ونسقيها كي تمد أغصانها في فضاء العمر، وتبقى أوراقها ناصعة على الدوام، أشجار ثمرها الحب الذي لن يزول ولن ينتهي من قلوبنا. saad.alhabshi@admedia.ae