حين تتعصب أنديتنا وتتمسك باستماتة ببقاء مقاعدنا الآسيوية، إنما هي تريد أن تبقي تفاصيل المشهد الحزين من دون نقصان أيضاً، فمن مشاركة أولى لأنديتنا الموسم الماضي بدوري الأبطال في شكله الجديد، إلى النسخة الثانية لم يتغير شيء، بل ربما يبدو المشهد هذه المرة أكثر مرارة. ففي الموسم الماضي قدم الجزيرة مستوى طيباً بالرغم من خروجه بعد أن أحرج عميد الأندية السعودية الاتحاد، لكنه هذه المرة يخسر دونما سبب مقنع، ودونما تغييرات تصلح أن تكون مبرراً للظهور بهذه الصورة، فما صرف على الفريق والدعم الذي يجده، أعتقد أنه غير متوافر للأهلي السعودي الذي أتعب فريقنا أمس الأول، ووفر للجماهير السعودية فرحة لم يكن يحلم بها أكثر المتفائلين في المدرجات. دعونا نعترف أن هناك فارقاً بين العنكبوت صاحب الأداء والعروض المتميزة، والذي يحتل مركز الوصيف والأهلي الذي تراجع كثيراً هذا الموسم بدليل المركز الذي يحتله كل فريق في مسابقته المحلية. لقد كان المشهد محزناً لكل غيور على كرة الإمارات، خاصة أنه يفترض أن العنكبوت ليس فريقاً عادياً، وإنما هو من نخبة الكرة الإماراتية وكان الرهان عليه كبيراً للذهاب في تلك البطولة إلى أبعد نقطة، لا أن يسقط بهذا الشكل الذي رأيناه والذي فاق كل التصورات. ومن خماسية الأهلي حامل لقب دوري المحترفين في أول نسخة والتي مني بها على ملعبه، إلى خسارة الجزيرة بالخمسة أيضاً، لابد أن نسأل: ما الذي يحدث لفرقنا في دوري أبطال آسيا؟.. إنها نتائج بكل المقاييس مخيبة للآمال والطموحات. وأعود لأركز على نقطة في غاية الأهمية وهي النغمة التي تتردد مع كل بطولة آسيوية حين تسوق فرقنا لنفسها المبررات غير المنطقية، وإن كانت لا تفصح عنها بأن التركيز والاهتمام ينصبان على الدوري، بوصفه البوابة الأسهل للوصول إلى العالمية. هنا أتساءل: ما جدوى المشاركة في بطولة عالمية، طالما أننا نحقق نتائج سلبية في بطولة قارية؟ وأي مشاركة عالمية نترقبها ونحن بهذا الشكل، وإذا كنا نخسر بالخمسة في الدور الأول لدوري الأبطال؟، ماذا بإمكاننا أن نفعل في كأس العالم للأندية أمام فرق من نوعية برشلونة واستوديانتس وبوهانج وحتى مازيمبي؟ وهل حلم العالمية يعني مجرد الوجود والفُرجة على غيرنا؟. وإن كان ما حدث للجزيرة أنسانا ما حققه العين، فأعتقد أن الزعيم مطالب الآن بأن ينسج من خيط الأمل الذي لاح له بعد الفوز على الشباب السعودي، لمواصلة المشوار واستعادة هيبة الزعيم في القارة. كلمة أخيرة إذا وافقنا من يقولون إن الأمتار الأخيرة هي عقدة الجزيرة، فماذا نقول عن الأمتار الأولى في بطولة آسيا؟ محمد البادع | mohamed.albade@admedia.ae