«عصابة حنيف»
قبل أكثر من خمسة وعشرين عاماً حاول بعض الأشقياء من جنسية آسيوية أن يجعلوا من “صناعية العين” مرتعاً ووكراً لأنشطتهم الإجرامية وملاذاً للفارين من العدالة من المتاجرين بالممنوعات وحتى المطلوبين في جرائم قتل، ونصبوا من بينهم “منسقاً” للاتصال به من قبل الجهات المختصة، في استنساخ لنماذج المناطق الخارجة عن القانون والتي لا تستطيع الشرطة دخولها كما هو الحال في بعض دول العالم ولكن بسرعة خاطفة لم يتصورها هؤلاء جردت شرطة أبوظبي حملة ضخمة شاركت فيها وحدات خاصة تكفلت بتطهير المنطقة خلال أقل من 24 ساعة من الأشقياء الذين لم تقم لهم قائمة بعد تلك الضربة القاصمة التي أكدت تصميم شرطة أبوظبي الحازم وعدم تهاونها بأي محاولة للعبث بالأمن.
استعيد هذه الصورة الحازمة والصارمة بعد كل تلك العقود من السنين بينما نتابع تحول مناطق في صناعية الشارقة وعجمان الى أوكار وملاذات لعصابات إجرامية، لعل أحدثها عصابة “حنيف” التي سقطت بيد العدالة مؤخراً والتي تضم 18 آسيوياً بعد أن تورطت في جرائم قتل وترويع واختطاف أفراد رهائن احتجزتهم على خلفية نزاعات تنافس في “مناطق نفوذ” للاتجار بالخمور، كما أوضح بيان شرطة الشارقة الذي أشار الى وجود مواطن على رأس العصابة يدعى حنيف، وقد كان وراء الأمر بخطف أربع رهائن وجدتهم الشرطة محتجزين في الموقع الذي داهمته، بينما يوجد آسيوي يلقب بـ «البهلوان» يعد الزعيم التنفيذي للعصابة والذي لم يتوان عن الإيعاز لأفراد العناصر عدم التردد في الاعتداء على رجال الشرطة إن اقتربوا من مناطقهم للقبض عليهم مستخدمين وسائل ومعدات “البلطجة” التي عثرت بحوزتهم من عصي وهراوات وفؤوس.
وهذه لم تكن المرة الأولى التي يضبط فيها تشكيل عصابي في صناعية الشارقة أو عجمان التي يلوذ بها خارجون عن القانون بعد عمليات تصفية حسابات دامية تجري بينهم أو مع ضحاياهم، وبالأخص قصص اختطاف رهائن التي جعلت من تلك المناطق وجهات لا يحبذ الكثيرون المرور بها ليلاً. وكانت شرطة الشارقة قد ضبطت أيضاً عصابة العام الماضي تضم 18 آسيوياً تمارس ذات النشاط الإجرامي.
وقد حذرت شرطة الشارقة بنفسها من خطورة تفاقم الوضع في المناطق التي يقطنها العمال الآسيويون بكثافة في “الصناعيات” الى درجة يصعب السيطرة عليها مع ظهور عصابات تتبنى العنف والتصفية الجسدية وتضم اعداداً كبيرة من محترفي الإجرام وأصحاب السوابق، بحسب تحذيرات شرطة الشارقة نفسها، والتي نتطلع أن نسمع منها بدلاً من التحذيرات أنها قد قامت بالإعداد لحملة تطهير واسعة النطاق للمناطق الصناعية وتنسق مع دوائر الشرطة في المناطق المجاورة لدعمها بالإمكانات البشرية والمادية لبتر دابر كل من تسول له نفسه العبث بالأمن أو الانتقاص من الجهد الكبير الذي تقوم به وزارة الداخلية للمحافظة على واحة الأمن والأمان التي ننعم بها، والتي تحققت بفضل من الله وعرق وجهد وتضحيات رجال العيون الساهرة في مختلف أجهزتنا الأمنية. إن أي تساهل مع أي مظهر من مظاهر الإخلال بالقانون لا يقود الا الى تفاقمها وتشجيع ضعاف النفوس وذوي النزعات الإجرامية للمضي في غيهم.
علي العمودي | ali.alamodi@admedia.ae