قرار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله بزيادة أعضاء الهيئات الانتخابية للمجلس الوطني الاتحادي بواقع ثلاثمائة ضعف ممثلي كل إمارة، يمثل تعزيزاً لبرنامج التمكين السياسي الذي أطلقه قائد المسيرة في خطابه التاريخي بمناسبة العيد الوطني الرابع والثلاثين في ديسمبر من عام 2005. وجاء إثر تقييم واسع للتجربة الانتخابية الأولى لنصف أعضاء الوطني الاتحادي أواخر عام 2006 لتعزيز المشاركة السياسية للمواطنين، وهو توجه أكده قائد المسيرة منذ إطلاق البرنامج وشمل مجالات عدة نحو انخراط أوسع لأبناء الوطن في العمل الوطني. ويجسد التزام القيادة السياسية بالبرنامج والخطوات الخاصة به، والتي تنطلق من خصوصية تجربة تبنى بتدرج ونضج. وتجيء خطوة زيادة أعضاء الهيئات الانتخابية لتعبر عن حكمة خليفة الخير وفكره السديد نحو الارتقاء بكل ما يخدم شؤون الوطن والمواطنين، ويتيح تطور العمل البرلماني وإثراءه في الدولة من خلال توسيع دور الهيئات الانتخابية، لتكون أكثر التصاقاً ونبضاً باحتياجات المواطنين، وفق الخصوصية التي أشرنا إليها وتتميز بها تجربة الإمارات في البناء والعمل الوطني من خلال المجلس الذي احتفل مؤخراً بمرور 39 عاماً على انعقاد أول جلسة له في الثاني عشر من فبراير 1972، أي بعد أقل من شهرين ونصف الشهر من إعلان قيام إماراتنا الحبيبة، إيماناً من القادة المؤسسين للصرح الاتحادي بمشاركة الجميع في مسيرة البناء والتأسيس. وهو إيمان امتد من بواكير التأسيس إلى آفاق عهد التمكين بقيادة خليفة الخير، وسموه يؤكد في الكلمة التي وجهها بمناسبة اختتام الفصل التشريعي الرابع عشر للمجلس، أن مسيرة المشاركة والعمل البرلماني ستستمر بثقة في النمو والتوسع والتطور “بما يلبي الاحتياجات الوطنية ويحقق آمال شعب الإمارات وطموحاته إلى المشاركة والأمن والاستقرار ويحافظ على مصالح الوطن في مستوياتها ودوائرها كافة”. وبفضل دعم القيادة الرشيدة لدور المجلس وتناغم الأداء مع الحكومة، تواصلت مسيرة العطاء من أجل كل ما فيه الخير والفلاح للإنسان على أرض إمارات الخير والمحبة، وذلك عبر الفصول التشريعية للمجلس. وبلا شك، فإن الفصول المقبلة من أداء المجلس الوطني ستشهد نقلة نوعية في رحاب عهد التمكين الذي تعزز بقرار خليفة الخير توسيع أعضاء الهيئات الانتخابية.. من دون أن تفوتنا الإشارة لدور نهج تحرص عليه قيادتنا الرشيدة منذ الأزل، ويتأصل ممارسة يومية من خلال المجالس المفتوحة لحكامنا يلتقون فيها وبصورة يومية مع أبنائهم المواطنين للوقوف على احتياجاتهم وتلمس متطلباتهم، ويستمعون فيها منهم مباشرة إلى أوضاعهم وظروفهم في مظهر عفوي من مظاهر الالتحام والتواصل مع أبنائهم، تؤكد أن أهل الإمارات أسرة واحدة، ناهيك عن الجولات الميدانية للقيادة في مختلف المناسبات إلى مختلف مناطق الدولة من السلع وحتى الفجيرة، جولات خير لأجل خير أبناء إمارات المحبة والعطاء. وما جولة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الإمارات إلا نموذجاً. أدام الله عز الإمارات في ظل قائد التمكين خليفة الخير وإخوانه الميامين. علي العمودي | ali.alamodi@admedia.ae