حتى لا تفلسوا
الأوضاع في عالم الكرة تتغير وتتبدل، وعلى الرغم مما ينفق في جانب، إلا أن هناك فقراً في جانب آخر، والواقع يقول إن الأزمة المالية الطاحنة بدأت تستشري وتمتد، والمستقبل لن يعترف بمن يجلسون في انتظار المدد أو الهبات، وإنما لا بد من أن تتحرك الأندية، وأن تضع استراتيجيات مستقبلية، تكفيها الوقوع ضحية الديون، والحمد لله أن الأمور بدورينا على خير حال، وعلى الرغم مما يعترض أحياناً نادياً هنا وآخر هناك، إلا أن الأمر لم يصل بعد حد الأزمة، وكم من مرات تدخل فيها قادتنا لإعادة ناد ما إلى الطريق الصحيح، وإنقاذه من هوة الإفلاس، ولكن إلى متى الانتظار، وكيف بإمكاننا أن نكمل المشوار.
منذ أيام قليلة، أعلن نادي جلاسجو رينجرز الأسكتلندي لكرة القدم، وهو أحد أكبر الأندية بأسكتلندا وحامل لقب الدوري هناك، أن شبح الإفلاس يحيط به، باستحقاقات تصل إلى حوالي 90 مليون يورو، ما أدى لوضع النادي العريق في مهب الريح، وخصم نقاط من رصيده بالدوري، جعل المصيبة مزدوجة، لدرجة أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون تابع الموقف، وبدا في موقعه على شبكة الإنترنت، وكأنه يحث الضرائب على الرفق بالنادي.
وبالأمس، هددت ديون الأندية انطلاقة الموسم الجديد لدوري كرة القدم في بيرو، ومن أصل 16 نادياً في البطولة، تعاني 6 أندية كبيرة ديوناً تمنعها من المشاركة في البطولة، منها أليانزا ليما ويونيفرسيداد، واللذان يستحوذان على نحو 70 بالمائة من مشجعي كرة القدم في بيرو، ومن المشاكل التي تعانيها تلك الأندية، عدم القدرة على سداد رواتب اللاعبين.
وفي إنجلترا، خضع بورتسموث، أحد أقدم الأندية الإنجليزية منذ يومين للحراسة القضائية للمرة الثانية في عامين، وخصمت عشر نقاط من رصيده في جدول مسابقة دوري الدرجة الأولى، ليصبح على شفا الهبوط في المركز الحادي والعشرين، والسبب عدم قدرته على سداد مستحقات تبلغ قيمتها أربعة ملايين جنيه استرليني.
وسبق أن قضى الإفلاس على أندية كبيرة، ربما لم تقم لها قائمة بعدها، حتى وإن عادت وناضلت، لعل أشهرها في إيطاليا، فيورتينا ولاتسيو، وآخرهم نابولي، والسبب مثلما هي الحال في كل زمان .. أناس لا ينظرون إلا تحت أقدامهم، زادت عليها هذه الأيام حدة الأزمات المالية المتعاقبة، ومتطلبات الاحتراف الشره، الذي يأكل الأخضر واليابس أحياناً، وإذا لم تكن هناك بطولات، يزداد الأمر سوءاً.
وإذا كنا نحمد الله أننا لم نصل إلى هذه الدرجة، إلا أنه يجب ألا نقف، وإنما على أنديتنا أن تستوعب دروس الماضي، سواء منها أو من غيرها، وأن تكون لديها خطط استباقية، تكفيها مصير أي من هذه الأندية في يوم من الأيام.
لست متشائماً، ولست محبطاً ولا سوداوي النظرة، ولكن عملنا في حقل الإعلام الرياضي، يجعلنا قريبين مما يحدث في العالم، كما يجعلنا نقارن كثيراً بيننا وغيرنا، كما أنه علمنا ضرورة ألا ننتظر حتى يأتينا ما نكره، والأهم أنه علمنا مثلما هي حالنا كل صباح أن نخطط، وكل عام أن ننظر لأجندة الموسم.
كلمة أخيرة:
الفائز ليس من يخطط للنصر اليوم، ولكن من ينظر للغد
mohamed.albade@admedia.ae