لم يكن عبدالله صالح مدير الفريق الأول لكرة القدم بنادي الوحدة موفقا في تصريحاته التي أعقبت هزيمة فريقه بالثلاثة من الجزيرة وخروجه من مسابقة كأس الرابطة في خطوتها الأخيرة، عندما قال منفعلاً إن فريقه كان يلعب المباراة من أجل الاستمتاع في المقام الأول وليس من أجل حصد نقاطها، كمن أراد أن يقول إنها مسابقة لا يهتم بها فريقه كثيرا، وكان الأغرب من ذلك شكواه من حكم المباراة محمد الجنيبي الذي أخرج البطاقة الحمراء لثلاثة لاعبين من الوحدة وهي بالمناسبة حالات طرد صحيحة لا يلام عليها الحكم قدر ما يلام عليها اللاعبون.
كان “أبو بدر” مندهشا من تصرف الحكم تجاه فريق أمامه مباريات في دوري أبطال آسيا وأمامه المنافسة على بطولة الدوري المحلي، وكان كلاما غريبا لأن الحكم ليس له دخل بكل هذا، وليس مطالبا أن يراعي فريقا لأنه سيمثلنا خارجيا أو مرشحا لبطولة محلية “مال الحكم ومال كل ذلك”، فالحكم، أي حكم يدير مباراة بشكل متجرد يطبق فيها قانون اللعبة، والذي يراعي ليس الحكم بل اللاعبون !
أما عن التذرع بـ«سالفة» المشاركة الخارجية الذي تحدث عنها مدير الفريق الوحداوي، فنقول له: أين هي والوحدة نفسه اعترف أنه لا يهمه سوى بطولة الدوري، وقد جاهر بذلك أمام الجميع ثم إن كل المعطيات توحي بذلك، فقد أعفى المدرب أفضل اللاعبين من المشاركة في بداية مباراة الفريق أمام الاتحاد السعودي ومعلوم أن الوحدة لقي حتى الآن ثلاث هزائم أبقته بلا رصيد وفي قاع مجموعته الثانية.
خلاصة الكلام أنها من المرات النادرة هذا الموسم أن يكون حديث عبدالله صالح غير موفق وغير مقنع، فلا أحد يختلف على أن الجزيرة لعب مباراة كبيرة أمام الوحدة وفاز فيها بالثلاثة وتأهل بجدارة إلى نهائي كأس الرابطة، وهو النهائي الذي كان فريق الوحدة يبحث عنه وعندما لم يجده خرجت التبريرات غير المقنعة من مدير الفريق!
على الجانب الآخر، لابد من الإشادة بفريق عجمان، فهو حقق عدة إنجازات مجتمعة بتعادله المثير مع فريق العين بملعب الأخير وأمام جماهيره، حيث إن الوصول إلى نهائي كأس الرابطة يكون له مذاق خاص عندما يتحقق على فريق بمكانة واسم فريق العين الذي لعب المباراة بكل قوته الضاربة وبثالوثه الذي كان مرعبا في يوم من الأيام ولم يعد!
ومن الإنصاف ألا يسرق العين بخسارته للتأهل للنهائي، الأضواء من فريق عجمان، لأن الأخير قدم مباراة ولا أحلى ولم يكن فقط ندا للفريق الكبير بل كان أخطر منه، وسجل ثلاثة أهداف ممتعة كان آخرها في الدقيقة الأخيرة تأكيدا للكفاح والروح العالية وعدم الخوف من المنافس والثقة في إمكانية التسجيل في أي وقت، وبالفعل فالهدف الأخير الذي سجله الداهية عبدالقادر كان ملفتا وممتعا في وقت واحد.
تحية لعجمان الذي أنسانا الهبوط، بل جعلنا نتأسف على حدوثه لفريق بلغ هذه المرتبة من قوة التنافس والتفوق على الكبار.
آخر الكلام:
عجمان في نهائي كأس الرابطة وهو الأخير في جدول الدوري، والإمارات في نهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة.. إنها ملاحظة جديرة بالاهتمام.
mahmo d_alrabiey@admedia.ae