بعض المسؤولين في الدوائر ذات العلاقة بالجمهور، صم بكم لا يتكلمون، لا يردون، لا يسمعون، هواتفهم تصد ولا ترد، عندما يريدونك في أمر يخص أخيارهم يتقصون، ويفتشون، وينبشون، ويبحثون، ويجبرونك حتى ولو كنت خلف السحب والحجب، وعندما تريدهم، لا تجدهم، حتى ولو بحثت عنهم عبر الأقمار الصناعية.
الدولة وفرت كل وسائل الاتصال، وسخرت جل الإمكانيات لأجل التواصل، ما بين المسؤولين والناس، ولكن بعضهم يرى نفسه مرفوعاً عنه القلم، فلا يعبأ ولا يهنأ، بأي اتصال يشنف أذنيه، من ذي حاجة هي في صلب مسؤولياته وصلاحياته وقدراته.
هؤلاء الأشخاص، يسيئون إلى الذين يتعاونون، ويتفانون ويقضون أوقاتهم في الدوام وخارجه في خدمة الناس، يلبون كل ما يلح بنفوس طائعة راضية مطمئنة، يقابلون الناس بوجوه أشرق من وجه الشمس وأنصع من اللجين، عندما تقدم لهم الشكر يقابلونك بالعتب على الشكر كون ما يقدمونه واجباً وظيفياً ومسؤولية وطنية، فلا شكر على واجب.
فأين أولئك من هؤلاء؟، شتان ما بين السلوكين والوجهين، وجه يثير الفزع، ووجه يفتح آفاق الأمل، ويؤثث النفس بالفرح. والإمارات الجميلة بحاجة إلى هذا الجمال، وإلى هذا الكمال، وإلى هذا النبل والبذل، الإمارات السخية، تحت قيادة رشيدة تعتني بالإنسان قبل أي بيان، وتضع الناس جميعاً في ميزان الأحلام الرائقة المتألقة المنطلقة باتجاه فضاءات العمل التنموي، والفعل المؤكد والمستدام.
الإمارات تستحق المسؤول الذي يؤثر الآخرين على كل نوازع شخصية وكل «برستيج» النفخ الذي ربما يعتبره بعضهم جزءاً من كمال الشخصية، إذا ترفع وتمنع عن الرد على كل طارق أو ملاحق. الإمارات بهذا المنجز المدهش تستحق من المسؤول أن يقدر ويفكر بأسلوب حضاري، لا تشوبه شائبة ولا تخيبه خائبة، مسؤول يعرف أن الوظيفة مكان لخدمة الناس، ومن خلالها يتم إنجاز عمل ما، يضيف إلى أحداث التطور تطوراً، ويخلص البلد من عبث الروتين، والمسلسلات المكسيكية، في إنجاز أي معاملة. الإمارات المذهلة في عطائها ورخائها، تستحق أن يثابر ويباشر كل مسؤول فيها عمله، بقلب مزدهر بالحب، ووجه مفروش بالابتسامة العريضة، وأذنين تسمعان ولا تصمان.
الإمارات بكل ما لديها من إمكانيات هائلة، تستحق من أي مسؤول أن يتخلى عن ذاته، ويندمج مع الآخر بضمير حي، يقظ، واعٍ بأهمية وجود الإنسان المخلص في وظيفة ترتبط بمصالح الناس، ومعيشتهم اليومية.