هي ليلة جميلة كل عام يحرص سكان الأرض على متابعتها، ليفرحوا بمن منحوهم حق المتعة، وجمال الفرجة، وأضافوا شيئاً من الجمال والمعرفة لهم، تلك الليلة التي تمتد سجادتها الحمراء، ويتألق فيها الجمال والحسن والأزياء، ويترقبها الجميع، في تلك الليلة تكرم نجوم، وتصنع نجوم.
وهذا العام كانت سهرة استثنائية إذا أعلنت الفوز سيدة البيت الأبيض ميشيل أوباما عبر رسالة منقولة من واشنطن التي تبعد عن المسرح في هوليوود مسافة 4800 كيلومتر، وهي ترتدي فستان سهرة “سواريه” فضي متلألئ دون أكمام، وقامت الكثير من الصحف العربية والإيرانية المحافظة جداً والمتشددة كثيراً بتغطية أكتافها وأكمامها بـ”الفوتو شوب”، وهو أمر بالتأكيد أحزن المصمم أولاً، وميشيل ثانياً.
كان إعلان ميشيل بكلمة موجزة ومعبرة، أعتقد أن الرئيس نفسه وهو متكلم وذو صياغة لغوية مؤثرة قد ساعدها في ذلك: “إن الأفلام المرشحة لجائزة أفضل فيلم هذا العام جعلتنا نضحك ونبكي ونتشبث بمقاعدنا بقوة أكبر” بعدها أعلنت فوز الفيلم المرشح “أرغو” الذي يحكي أزمة الرهائن الأميركيين في إيران أثناء حادثة السفارة المشهورة في طهران، بجائزة أوسكار أفضل فيلم، واستبعد مخرجه الممثل “بن فليك” عن جائزة أفضل مخرج، وهي المرة الأولى منذ فيلم “سائق السيدة ديزي” عام 1990، حيث تم اختيار المخرج التايواني المبدع “انج لي” كأفضل مخرج عن فيلم “حياة باي”، وفاز الفيلم بجائزة أحسن تصوير، ومؤثرات بصرية، وموسيقى، وكان توقعي صائباً بالنسبة للممثل الإيرلندي القدير والممتع “دانييل داي لويس” بفوزه للمرة الثالثة كأفضل ممثل عن أداء دور الرئيس الأميركي “لينكولن”.
وحصلت الممثلة “جنيفر لورنس” على جائزة أفضل ممثلة في الفيلم الكوميدي “سيلفر لينينج بلاي بوك” وفازت الممثلة التي أدهشتني في فيلم “البؤساء” رائعة فيكتور هيجو “آن هاثاواي” بأوسكار أفضل ممثلة مساعدة، وفاز الممثل النمساوي “كريستوف فالتز” بجائزة أوسكار أفضل ممثل مساعد في فيلم “دجانجو”، وكنت أرجح فوزه أو فوز زميله في الفيلم الممثل “صموئيل جاكسون”، وفاز الفيلم النمساوي “الحب” بجائزة أفضل فيلم أجنبي، في المقابل هناك جائزة مصاحبة للأوسكار لأسوأ الأفلام وأكثرها “خسارة” اسمها “رازي” ونالها بجدارة فيلم “توايلايت” الجزء الأخير من سلسلة أفلام الشفق، إذ حصلت بطلته “كريستين تيوارت” على جائزة أسوأ ممثلة، ونال الفيلم جائزة أسوأ مجموعة عمل، وأسوأ مخرج “بيل كوندون” وأسوأ جزء أخير، وأسوأ ممثل مساعد للممثل “تايلور لوتنر” وأسوأ ثنائي في عمل فني “ماكنزي فوي وتايلور لوتنر” في حين فاز كأسوأ ممثل للعام الثاني على التوالي “آدم ساندلر” بفيلم “ذاتس ماي بوي” بعد فيلم “جاك آند جيل” وفازت المغنية “ريهانا” في أول ظهور تمثيلي لها بجائزة أسوأ ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم “باتل شيب”، في مثل تلك الليلة يكثر الحديث قبلها ويكثر بعدها، وتكون هناك دموع فرح، ودموع حزن ومرارة!
amood8@yahoo.com