فرحتنا الكبرى
من حقي اليوم أيضاً أن أكتب عن جائزتكم.. نعم جائزتكم أنتم، فالاتحاد لم تحصد لقب الأفضل خليجياً إلا بفضل قارئها الذي اختارها عن قناعة لتكون مرآته على الواقع الرياضي المحلي والعربي والدولي أيضاً.
من حقي طالما أن الفرحة لا تزال تسكن صدري أن أشارككم إياها وأن أتيه فخراً بما حققناه، والسبب أن العمل كان كثيراً وكبيراً، كعادتنا كل صباح، نأتي وقد تركنا على مقاعدنا في مكاتبنا عزم الأمس وتفاؤل الغد.
الحمد لله، أن الاتحاد، وطوال تاريخها الزاهي، تمكنت من تخصيص مقعد لها في مقدمة الصفوف، فنحن مرشحون دائمون لجائزة الصحافة الرياضية، وفائزون بها في مرات، ونحن أصحاب بصمة الصدارة في التغطية الخليجية، ونحن أفضل ملحق آسيوي، وفي تاريخ القسم الرياضي بالاتحاد، هناك الكثير من الذكريات الحلوة، والأسماء التي رسمت تفاصيل تلك المسيرة المظفرة، والتي شكلت شخصية الاتحاد، وزادت قارئنا تمسكاً بنا. في عدد الأمس، كانت هناك الكثير من الشهادات لرموز الساحة الرياضية، وفي مكتبي تزين باقات الورد أرجاءه.. ما دفع هؤلاء لما قدموه سوى الحب، وسوى أنهم يدركون شراكتهم في المهمة، وشراكتهم في الإنجاز وأيضاً في الفرحة. ربما لم تكونوا بحاجة إلى جائزة نحصدها لتدركوا أننا الأفضل بكم وربما لم نكن نحن أيضاً في حاجة إليها كي نعمل ونجتهد ونقدم ما يرضيكم، لكن كما قلت بعد أن تسلمنا الجائزة إنها حركت المياه، لا نقول الراكدة، وإنما المتجددة، فجعلتها تجري في نهرين، واحد منا للقارئ، وآخر من القارئ إلينا، هو بمثابة مؤشر، لنعرف أين نقف، وماذا نريد. ليست المرة الأولى التي تعتلي فيها «الاتحاد» منصات التتويج، فالحمد لله أننا كنا شركاء دائمين وفاعلين في كل مرات الجائزة التي مرت، سواء على صعيد الخليج أو آسيا، وكلما صعدنا تلك المنصة، غمرنا الرضا بما نقدم، وتجددت فينا طاقات التحدي بأن نظل كما عاهدنا قراءنا، في المقدمة.
ومنذ إعلان لجنة التحكيم عن المرشحين في كل الفئات، كان اهتمامنا بما لم نلحق به أكثر من اهتمامنا بما أنجزنا، والسبب أننا ننشد لقارئنا تجربة صحفية متكاملة، تلبي احتياجاته كافة، وتكون نافذة لشغفه، يفتحها على ما يريد، والحمد لله أننا حصدنا الجائزة «الأم» والكبرى، تماماً كما يحصد منتخب لقب كأس العالم، وبجوار كأسها يحصد لقبي الهداف وأفضل لاعب.
لقد كان أكثر ما شدني في حفل الجائزة الذي استضافته قطر، مدى التطور الذي طال الصحافة الخليجية، وأنها باتت أكثر وعياً ومهنية، وكان الحفل فرصة للاطلاع على تجارب ثرية من كل دول الخليج، كما أسعدني أكثر هذا التلاحم بين كل الخليجيين، ففي الحفل هنأنا الجميع وصفقوا لنا بحماس أكثر مما صفقنا لأنفسنا وأشادوا بما قدمناه، في صورة رائعة من صور التجرد والموضوعية ونبذ أي ضغينة أو حسد.
صدقوني إن فرحتنا الكبرى إنما هي من أجل قارئنا، ففي زحام العمل، وتسارع الأحداث وتوالي المناسبات، وحين ننسى مراجعة رسائلنا عبر الإيميل أو بالبريد نحتاج أن نعرف كيف هي درجة رضاه عما نقدم، فتأتينا الجوائز، لتبارك المسيرة، ولتقول لنا «اطمئنوا» .. عندها نحصل على زاد يعيننا على رحلة، إصرارنا فيها أكبر بأن نظل في المقدمة.
كلمة أخيرة:
القمة ليست المنتهى.. إنها لدينا أرض مستوية صوب قمة جديدة.
mohamed.albade@admedia.ae