قبل أن أسافر إلى الشقيقة الأردن للمشاركة في الجمعية العمومية للاتحاد العربي للصحافة الرياضية، مرشحاً لعضوية المكتب التنفيذي، كنت على يقين تام، لا يساوره شك ولو ضئيل، في أنني لست على الإطلاق في مهمة شخصية، وإنما أسافر من أجل الإمارات، وأترشح باسمها ومن أجلها .. كنت على يقين تام بأن أسماءنا تتضاءل كثيراً أمام عطاء هذا الوطن، وأننا نحقق ما نحقق لأننا من هذا الوطن، فلا أحد منا مهما كان عطاؤه، ومهما تعاظمت ملكاته، بإمكانه أن يحقق شيئاً منفرداً، وجميعنا نحتاج إلى تلك القوة القادرة على الوصول بنا لأعلى مكان .. قوة الوطن. سافرت مشفوعاً بدعوات الأهل والأحباب، لكنني قبل ومع كل ذلك، حملت دعماً لا مثيل له من الساحة الرياضية بأسرها، تجسد أولاً في الاحتفالية الرائعة التي نظمها مجلس أبوظبي الرياضي للإعلاميين العرب في عيدهم العاشر، والذين حلوا ضيوفاً على الإمارات، وكانت لتلك الزيارة وهذه الاحتفالية دلالاتها العميقة، التي رسخت من فكرة حتمية الوجود الإماراتي في أية معادلة نريد لها النجاح، ليس لأن الإمارات تتعمد ذلك، أو تقدم ما تقدم معتمدة على ذلك وتراهن عليه، ولكن لأن عطاء الإمارات العفوي والذي يتجه إلى ك ل صوب، بات أعظم من أن تخطئه العيون، أو تنكره الصدور.. هو عطاء متجدد.. ينشد الصالح أياً كان، ولأي كان. وفي الأردن رافقنا الوطن.. رافقنا في صدورنا، وفي الفرحة التي تتقافز على وجوه مستقبلينا من الأشقاء .. رافقنا في شخص عبدالله إبراهيم رئيس لجنة الإعلام الرياضي، خير سفير للإعلام الإماراتي في أي مكان، بشخصيته الآسرة وأخلاقه الرفيعة، ورافقنا محمد الجوكر دينامو العمل أينما حل أو ارتحل، وفي شخص محمد جاسم، الذي أخلفه في عضوية المكتب التنفيذي، بعد أن أدى دوره على أكمل وجه، آملاً أن أضيف إلى عطائه الذي قدمه في الفترة الماضية. في الأردن، تيقنت كم أن الإعلام الإماراتي يلامس السحاب، بما يمتلك من آليات، وما يحظى به من دعم، يجعله في مصاف التجارب بالدول العربية، وإن كنا في بعض الأوقات نجلد الذات، من منطق البحث عن الأفضل والأروع، فهذا لن ينفي عنا ما حققناه من طفرات، وكون المتابعين لتجربتنا يغبطوننا على ما حققناه من نجاحات، جعلتنا رقماً مهماً في مسيرة الإعلام العربي. واليوم، وبعد أن عدت من الأردن بمنصب عضوية المكتب التنفيذي للاتحاد العربي للصحافة الرياضية في تشكيله الجديد برئاسة الرائع محمد جميل عبدالقادر، يزداد يقيني بأن المنصب للإمارات وليس لشخصي، وأن عليّ أن أسخره لخدمة الإعلام الإماراتي في أي محفل، وهو ما أعاهدكم عليه، ليس عن تفضل مني ولكن لأن الفضل دائماً لابد أن يرد إلى أهله، وأهل الفضل هنا، هم الإمارات والقراء الذين قرأوا سطراً أو جملة أو زاوية كتبتها.. هم أطياف تلك الساحة، الذين حملوا كل صاحب منصب على أكتافهم حتى أوصلوه إلى ما يريد. كل الشكر لمن شاركوني فرحة فوز الإمارات بهذا المنصب، سواء بالرسائل أو الاتصال، أو باقات الورود التي زينوا بها عقلي وقلبي قبل أن تزين مكتبي .. كل الشكر للزملاء بالاتحاد العربي وبالجمعية العمومية، الذين منحوني شرفاً كبيراً باختياري لهذا الموقع .. كل الشكر للجنة الإعلام الرياضي بالإمارات.. هذه المظلة الرائعة التي نطل منها على العالم حولنا، ونحن واثقون بأننا في أبهى صورة .. كل الشكر للزملاء بالاتحاد بقيادة الأستاذ محمد الحمادي رئيس التحرير ورب الأسرة، والمداد الذي يمنح الألق لكل الحروف. كلمة أخيرة: يكفينا أننا من هذا الوطن .. يكفينا أننا أولاد خليفة ومن «أرض زايد» mohamed.albade@admedia.ae