تعليق الفشل على مشجب الآخرين
عندما يفشل الأشخاص في تحقيق أهدافهم، فإنهم يعلقون أسباب الفشل على مشاجب الآخرين، وذلك ليتخلصوا من الشعور بالذنب ولينفضوا أيديهم، من توابع الفشل.. العراق العظيم ابتلى بسياسيين، ما انفكوا يضربون كفاً بكف، ويتلفتون يمنة ويسرة، ويبحثون عن أعداء مفترضين صاغتها ذهنيتهم الموغلة في التآمر والتذمر، وتصور العالم من حولهم أنهم العدو اللدود ونسوا أو تناسوا، ما اقترفته أيديهم بحق العراق، وشعب العراق، والأرامل والأيتام الذين يلوذون بالفراغ بحثاً عن مكان آمن ولقمة تسد الرمق.
انتهت الحرب العراقية الإيرانية، وكذلك الاحتلال الأميركي للعراق، كان من المفترض أن يتحدى السياسيون العراقيون أنفسهم ويثبتوا سلامة منطقهم عندما بشروا العالم ومن قبله الشعب العراقي، بالحرية والديمقراطية، وأن يتحملوا مسؤولياتهم التاريخية تجاه هذا البلد الغني بثرواته وتاريخه ولا يصدق أي إنسان عاقل أن يُعاني الشعب العراقي من العوز، وشظف الحياة، ولكن وللأسف فإن لعبة الكراسي، وتكريس الطائفية والشوفينية، جعل من هذا البلد طرائق قددا، وفرقاً متناحرة، متفاخرة بالمجد الطائفي، وبالانتماءات الخارجة عن نطاق عروبة العراق وتضاريسه وتاريخه وحضارته، فالعراق الذي علَّم الناس ما لم يعلموه صار الآن يتلقى الأوامر من هذه الجهة أو تلك خاضاً ضارعاً منصاعاً مصروعاً تحت آلة التدمير والتخريب وبعد أن يعجز حكام العراق وساسته من وضع التفاسير الموضوعية، والواقعية، فإنهم يوجهون الاتهامات إلى دول لا ناقة لها ولا جمل في كل ما يحصل في العراق، فقط، لأن هؤلاء الساسة يريدون أن يحولوا أنظار الشعب العراقي إلى أعداء خارجيين، كسباً للوقت واكتساباً من هذه الاتهامات، لتحقيق الأهداف الأبعد وهي الفوز بالكرسي، ويا له من كرسي لئيم من أجله تراق الدماء، وتهدر الحقوق ويضيع العراق في معمعة الادعاءات والافتراءات .. فالمالكي بعد أن قصف وتعسف، وخسف في الرمادي والفلوجة، بدأ الآن يكيل، بمكاييل المدعين، ويوجه أصابع اتهامه إلى السعودية اليوم، وغداً لا ندري إلى من سيصوب بندقيته الكلامية.. فهذا حال الفاشلين القابضين على زناد الوسواس القهري.
Uae88999@gmail.com