لا مجال للمفاجأة
لا مجال للمفاجأة، فما حدث كان متوقعاً تماماً، وكدنا نعلنها على الملأ، قبل إعلانها رسمياً، فمن أحق منا باستضافة أي حدث نتقدم إليه، مهما علا شأنه وكبر حجمه، من أجدر منا ومن يضاهينا في حسن الضيافة وروعة التنظيم وفخامة الاستقبال وديمومة الأمن ومنتهى الكرم؟، لا أحد طبعاً ولذلك لم تكن مفاجأة عندما تم إعلان استضافة الإمارات كأس آسيا للأمم.
لا مجال للمفاجأة بعد أن أصبح اسم الإمارات علامة للجودة والتميز، وبعد أن دخلت دولتنا قيادة وشعب ومؤسسات في تحدٍ مع الذات، وسباق ليس له خط نهاية من أجل عالمٍ أفضل، وحياة مفعمة بالأمل، ووطن تعيش فيه مختلف الأجناس والأعراق بتناغم تام، وبحب وسلام، ولتقدم للعالم النموذج الذي يرنو إليه، والذي يسعى جاهداً للحصول عليه، ولكن هيهات، هذا لا يمكن أن يحدث سوى في الإمارات.
لا مجال للمفاجأة، عندما نعلم أن ملف استضافة كأس آسيا 2019، كان في عهدة سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني الرئيس الفخري لاتحاد الإمارات لكرة القدم، فكان الداعم الأول، قامة هائلة ألغى من قاموسه مصطلح الفشل، فحيثما وجد اسمه كان الإنجاز حاضراً، وكان النجاح مضموناً وباهراً، وبرعاية سمو الشيخ هزاع، لم يفاجئنا فوزنا بشرف الاستضافة، ولم نستغرب الإجماع.
لا مجال للمفاجأة، ومنذ اليوم الذي تم فيه إسناد رئاسة الملف إلى شخصية رياضية من الطراز الرفيع بحجم محمد بن ثعلوب الدرعي، سادت الطمأنينة، وأصبحنا كلنا ثقة أن الملف أصبح في أيدٍ أمينة، ومنذ اليوم الذي تولى فيه المسؤولية كانت الجهود تسير على قدم وساق، في كل الاتجاهات وفي جميع المسارات، وكان العمل كبيراً، ولكن بهدوء وصمت، وكان النجاح مضموناً فلم يكن سوى مسألة وقت.
رجال كثيرون كانوا وراء النجاح، والمساحة تبدو ضيقة لذكر أسمائهم، تعرفون بعضهم، وقد تجهلون البعض، ولا يضرهم هذا في شيء لأن الإمارات تعرفهم جيداً، رجال خاضوا التحدي وسابقوا الزمن، رجال سخروا جهودهم لخدمة الوطن، لذا لم يكن هناك مجال للمفاجأة، ولكنها كانت المكافأة، فكل ما في الأمر أن آسيا عندما أرادت أن تختار مكاناً لإقامة عرسها، وضعت عقلها في رأسها، وبإجماع كل أعضائها لم ترد أن تضيع العرض المغري، وقررت أن تكافئ نفسها.