وحده مورينيو بين المدربين يليق به الغرور ويليق به التشنج، وتلك التصريحات التي لا يقولها غيره.. من حقه أن يتباهى والأجمل أن يتباهى في يوم نحسه.. في يوم انحسار الأضواء عنه.. في يوم الوداع لدوري أبطال أوروبا أمام باريس سان جيرمان الذي تفوق على تشيلسي بفارق الأهداف في مجموع مباراتي الذهاب والإياب بدور الـ16. أراد الرجل أن يجد لنفسه ما يسعده.. ربما لو فاز لكان أكثر تواضعاً من ذلك، لكن طالما أنه قالها بعد الخروج فأنا أحترمه، فالكثير من مدربينا لا يدركون ماذا يقولون، وحين يقولون لا مبرر لكلامهم، سوى أنه كلام، أما مورينيو فقد دلل على معادلة الاستثناء بإنجازات استثنائية، وعلى حسب قوله، فإن مصدر سعادته يتحقق عندما يقارن نفسه بالآخرين.. ترى هل تصلح المقارنة بالآخرين وسيلة لجلب السعادة.. ربما أيضاً تكون وسيلة للإحباط واليأس، لكن ذلك يحدث حين تكون صادقاً مع نفسه.. حين تدرك حقاً ملكاتك.. مميزاتك وعيوبك وأجزم بأن مورينيو يدرك الكثير من ذلك، كما أدرك أن الخروج الحزين أمام باريس سان جيرمان، كان بحاجة إلى جرعة من أمل منحها «سبيشيال وان» لنفسه دون أن ينتظر أن يربت أحد آخر على كتفه. الغرور يليق بمورينيو فلا أحد فعلاً يماثله كفاءة، سواء في الدوري الإنجليزي، أو في أي دوري آخر عمل به.. سجل حافل من الإنجازات في كل البطولات يتفوق به على غيره، وإن طاوله أحد في بطولة تفوق مورينيو في أخرى.. أضف إلى ذلك أن الرجل، وكما يقول ليس في معركة مع أي مدرب آخر، وأنه يكن كل الاحترام لهم، لكن الحالة النفسية للمدرب الأول في العالم، وبعدما حدث من النادي الباريسي تمثل سبباً كافياً لاحتمال أي شيء منه، وطالما أن هذا الغرور المنطقي أراحه فلا بأس به. الواضح أن مورينيو، ليس كما قال، لا يكترث بأحد، ولا يهتم بأحد، أو أنه ليس في معركة مع أحد.. لقد كان في معركة مع الجميع وأولهم نفسه.. هو بشر لا يصدق كثيراً أن تخونه الكرة والظروف.. يرفض أن يكون على الهامش أو بجوار الفائز .. يرفض الخسارة، وإن قبلها مرة، فلأنه واثق أن الطريق طويل، وأن في الأحلام متسع، وليس كما حدث من باريس سان جيرمان الذي أقصاه عن الحلم الكبير.. وأمام هذه الحالة التي لا تليق بمورينيو فإن الغرور دواء عاجل لرجل يشعر أنه محور الكرة. أذكر أن الصحفي الأميركي مايك كارسون أراد أن يؤلف كتباً عن أساليب القيادة في كرة القدم، فلم يجد أفضل من تجربة مورينيو لتكون مادة للكتابة، وكان من أفضل أساليب مورينيو في التدريب ملمحان مهمان، أولهما «واجه العالم بمفردك»، والثاني «لا تكترث»، وحتماً هما كافيتان لقيادة صاحبهما إلى المجد ولا مانع من بعض الغرور. كلمة أخيرة كلنا بداخلنا هذا المغرور حتى الفاشلون .. كلنا يشعر أن الكون لأجله