ابتدأ بحوادث طائرات متفرقة، الفرنسية، التونسية، القبرصية، الكولومبية، طائرة قرنق، الأسبانية العسكرية وأخيراً الطائرة الإندونيسية، كارثة القطارات الباكستانية، ثم كانت تفجيرات لندن وتفجيرات شرم الشيخ وارتفاع أسعار البترول العالمية، ثم جاءت الكوارث الطبيعية فيضانات في أوروبا وأعصار كاترينا وضربه نيو أورلينز ·
كان صيفاً ساخناً بكل المقاييس الإنسانية وحصاده المزيد من القتلى والجرحى والمشردين، لكن الإنسان لا يفقد الأمل، هناك دائماً أناس يعملون ضد الشر وضد غضب الطبيعة وضد الهدم وكل ما يهدد الإنسان من آلام وأمراض واستغلال·
كان الصيف ساخنا كعادته في العراق وما جرته الحرب تتابعه الأحداث غير المعقولة وتداعيات سقوط القانون وفراغ السلطة والعبث الطاغي على مشهد الحياة·
في لبنان بقي صيفه ساخناً، فما زال هذا البلد غير قادر على التنفس بطريقة طبيعية، لم يحظ بنصيبه من السياح هذا الصيف، فالأحداث السياسية كانت الطاغية والجري وراء اكتشاف حقيقة اغتيال الحريري قد يطيح بالهرم السياسي والأمني·
سوريا لم يمر صيفها كما وده المصطافون والعائدون إلى أرض الوطن، فقد ظلت دمشق تغلي بأشيائها وما يترتب عليها من مساءلات دولية ضاغطة وحراك داخلي·
مصر رغم اعتدال الصيف في بدايته، لكنها استيقظت على تفجيرات شرم الشيخ وعودة المصطافين مبكراً، ثم كانت حرارة الانتخابات الرئاسية وفضائح المؤسسات الصحفية المالية والفساد الإداري فيها·
المدن الأوروبية وعواصمها كانت تتداعى من جراء تفجيرات لندن وبقيت مستيقظة ومتأهبة وقطعت إجازتها في هذا الصيف، تحسباً لشيء قد يحدث·
فرنسا ظل صيفها متقلباً بين حر ومطر مفاجئ وهبوط في درجات الحرارة، لكنها ارتعبت ثلاث مرات، مرة بسقوط إحدى طائراتها ونجاة ركابها بأعجوبة وعناية إلهية، ومرة بسقوط الطائرة الكولومبية على جبال في فنزويلا والذي أدى إلى مقتل جميع ركابها البالغين 160 وجلهم فرنسيون، والمرة الثالثة في نهاية الصيف الذي لم ينته بعد، حين ارتفعت درجة حرارتها لدخول رئيسها شيراك المستشفى العسكري فال دو غراس بوعكة صحية مفاجئة، واصطراع أبواب قصر الإليزيه·
أمريكا كان صيفها ساخناً وقاسياً هذه المرة، فالطبيعة ما زالت تحصد أرواح السكان ومنازلهم، وقد يصل العدد إلى رقم صعب يضاهي رقم الحروب التي خاضتها·
السعودية صيفها كان ساخناً أكثر من الأعوام السابقة، فقد فجعت بموت ملكها وبأحداث إرهابية متلاحقة ومتتالية·
ذهب الصيف·· فهل يأتي الخريف بما لم يأت به صيف هذا العام، وينبري أمل للإنسان ليعيش بسيطاً وكريماً وآمناً··