شارع الإمارات الممتد من أبوظبي إلى رأس الخيمة، شارع مهم وضروري حيث انه اختزل المسافة والزمن واتاح الفرصة لمرتاديه، في الوصول إلى منازلهم، أو أماكن عملهم في وقت وجيز ومريح· ولكن كما يقول المثل المصري الحلو ما يكملش فالمسافة المتبقية من هذا الشارع بدءاً من الشارقة وحتى رأس الخيمة تجعل السائقين يدخلون في بقعة ظلماء حالكة السواد، قاحلة، شاحبة تفتقر الإضاءة، ومحطات التزود بالوقود، وهنا المعضلة فالسائق السائر على أسفلت هذا الشارع وبخاصة في ساعات الليل البهيم، يضع يده على قلبه ويقول يارب تسير الأمور بسلام ولا يطرأ أيُّ طارئ على السيارة، فالتوقف في هذه البقعة الموحشة يعني مجابهة أي طارئ دون العثور على حل لأنه ما من انسان يمر في هذا المكان، يمكن أن يلتفت إلى من ينتظر المساعدة فالجميع يسير طائراً محلقاً في المساحة الواسعة الشاسعة وليس لديه أي استعداد أن يعين أو يثيب· لذلك كان من الضروري جداً أن تتوفر في هذا الشارع محطات البنزين كما هو المعتاد في الشوارع الأخرى، على محيط دولة الإمارات، ومع المحطات هذه، تتوفر، محال اصلاح الاطارات والأعطاب الطارئة·· مشكلتنا أننا دائماً نشيد المنشآت الكبيرة والمكلفة جداً، ونأتي عند الخدمات الصغيرة ونتوقف وننتظر حتى ترتفع الاصوات الشاكية، وتزيد الحوادث المؤلمة، ثم نبدأ في البحث عن الحلول·· والحلول تحتاج إلى مناقصات، والمناقصات تحتاج إلى لجان، واللجان، تحتاج إلى هرمونات قوية تنشط فاعليتها، وتوقظها من حالة التثاؤب والخمول وهذه الهرمونات، قد لا تتوفر أحياناً في السوق المحلي، لذلك يضطر المسؤولون إلى جلبها من السوق الخارجي، فيجتمع الخبراء والمستشارون، وإلى أن ينتهي، هؤلاء من حساب الناقص والزائد، يكون علينا العوض وعلى كل من ينتظر الخدمات التي تمنحه الراحة، والسلامة·