أقل ما يقال عن نجاح المغرب الشقيق في استضافة أعمال كونجرس الفيفا رقم 55 أن الاجتماعات كانت عبارة عن رسالة يؤنب فيها المغرب ضمير العالم·
فما قدمه المغرب من تسهيلات وكرم ضيافة كان له أكبر الأثر في النجاح الكبير الذي حققه مؤتمر الفيفا الذي حط الرحال لأول مرة في أفريقيا· فكان المغرب الشقيق وفياً لكرة القدم العالمية برغم ما يعانيه من حسرة وألم لضياع حلم طال انتظاره ولا أحد يعلم متى يعود!
لقد تأكد بلاتر ومعاونوه أن المغرب لم يكن يستحق ما حدث له في ذلك الصباح الدراماتيكي يوم السبت 15 مايو 2004 عندما انقلبت الموازين رأساً على عقب بتحرك خفافيش الظلام في اللحظة الأخيرة قبل التصويت، فتحولت ثلاثة أصوات من حصة المغرب إلى رصيد جنوب أفريقيا·
ولأن المغاربة لا يهوون ممارسة لعبة تصفية الحسابات، فقد فتحوا قلوبهم لكل أسرة الاتحاد الدولي وعلى رأسها جوزيف بلاتر الذي كان أحد أهم عناصر نجاح ملف جنوب أفريقيا، فـ مغرب المحبة لا يعرف الحقد ولا الرد على المؤامرة بمؤامرة مثلها·
واذا كان عالم التحكيم الكروي يرفض مبدأ التعويض، أي أن يعالج الحكم قراره الخاطئ بقرار لصالح الفريق المظلوم، فإن الفيفا وخلال السنوات الأخيرة يلجأ إلى التعويض من أجل ترضية الخواطر وتهدئة النفوس ولا أدل على ذلك من انحيازه الواضح لجنوب أفريقيا، بعدما حدث لها عند التصويت لاختيار الدولة المنظمة لمونديال 2006 عندما امتنع مندوب أوقيانوسيا عن التصويت فذهبت البطولة لألمانيا، ومنذ ذلك التاريخ وبلاتر يناضل من أجل اقامة المونديال في أفريقيا حتى يرد الاعتبار لجنوب أفريقيا!
وبعد ما حدث في يوم التصويت لاختيار الدولة المنظمة لمونديال ،2010 بادر بلاتر بمخاطبة الحكومة المغربية لاستضافة أول مؤتمر للفيفا في أفريقيا وذلك بمدينة مراكش المغربية· ولم يكن العتاب الرقيق الذي وجهه رئيس الوزراء المغربي لجوزيف بلاتر إلا رسالة لها مدلولها ومغزاها استوعبها بلاتر سريعاً وكأن المغاربة أرادوا أن يقولوا لبلاتر لقد تعرضنا لظلم بيِّن وخسرنا فرصة العمر لاستضافة المونديال، وها أنت تشاهد بنفسك قدرة المغرب الرائعة على التنظيم·
وبكل أسف فإن الرسالة البليغة جاءت بعد فوات الأوان!
يخوض الفريق العيناوي غمار ربع النهائي الآسيوي اليوم بلقاء فريق باس الإيراني في مباراة الذهاب التي تمثل بوابة العبور إلى نصف النهائي، ولابد من استثمارها جيداً إذا أراد العيناويون أن يواصلوا مشوارهم الناجح في البطولة تكراراً لمشهد 2003 وأملاً في تحقيق إنجاز تاريخي بالفوز بالبطولة لثاني مرة والصعود لنهائيات بطولة أندية العالم وهو الحلم الذي يراود كل أندية دور الثمانية·
وإذا كان فريق باس الإيراني قد فاز ببطولة المجموعة الأولى بالدور الأول دون أن يخسر مباراة واحدة، ويتصدر حالياً الدوري الإيراني بعد فوزه على الاستقلال في الجولة الثانية للدوري، وبرغم خسارة العين الأخيرة أمام الجزيرة إلا أن أملاً يحدونا في استعادة الفريق العيناوي مستواه المعروف، فالمهمة الآسيوية بطبيعتها ترفض التخاذل أو التهاون أو أنصاف الحلول، فإما أن تكون في أفضل حالاتك الفنية والنفسية والبدنية والجماهيرية لتمر إلى المرحلة التالية وإما أن تفسح المجال للآخرين، ولا خلاف على أن الجمهور العيناوي هو اللاعب رقم 1 الذي يستطيع أن يصنع الفارق اليوم، فالمؤازرة المؤثرة سلاح لا يستهان به أمام فريق يطمح في الخروج بنتيجة إيجابية تسهل له المهمة عندما يحين موعد مباراة الاياب·
ويا نجوم العين·· كل جماهير الكرة الإماراتية معكم·· وفي المباريات الكبيرة يظهر الكبار·