يحتفل مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية على مدى الأيام والشهور المقبلة بمرور 20 عاماً على تأسيس هذا الصرح الذي أصبح اليوم منارة فكرية وبحثية إماراتية مميزة، وضمن أفضل المراكز البحثية على مستوى العالم. وما كانت هذه المكانة العلمية الرفيعة لتتحقق لولا الدعم الكبير من لدن قائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المركز، والذي جاء امتداداً لإيمان القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، بأهمية وجود مركز يثري الساحة الفكرية والبحثية، ويدعم صانع القرار بنتائجه البحثية ودراساته من جهة، ويجسد من الجهة الأخرى رؤية ُتولي التزود بالمعرفة و الفكر والبحث العلمي عناية خاصة باعتبارها من أهم مفاتيح التخطيط للمستقبل، وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة للشعوب. خاصة وأن ولادة المركز جاءت في ظرف تاريخي دقيق، ومع ولادة نظام دولي جديد، عقب انهيار الستار الحديدي، وانتهاء الحرب الباردة. وساهم وجود رجل بمكانة الدكتور جمال سند السويدي على رأس هذا الصرح، عمل بعلمه وفكره وأبحاثه ودراساته على بناء وتعزيز مكانة مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في جهد متصل ودأب مستمر، وحرص رفيع ودقيق على نوعية وجودة أعماله، والاهتمام بالدراسات المستقبلية. وقد كان هذا الجهد دوماً محل تقدير الجميع محلياً ودولياً. وتجلى أبلغ صور ذلك، التكريم بنيله وسام جائزة رئيس الدولة التقديرية، وجائزة الدولة التقديرية، والتي يتم توزيعها في غمرة أفراح الوطن بأغلى أيامه، اليوم الوطني لإمارات المحبة والوفاء. وعلى امتداد العقدين الماضيين احتضن المركز ونظم أكثر من 800 فعالية، ونشر ما يزيد على 1000 إصدار، أنشطة وفعاليات ومحاضرات ومؤتمرات، تستقطب خيرة الباحثين والمفكرين والمسؤولين وصناع القرار من داخل الدولة ومن المنطقة ومختلف بلدان العالم، في مقاربات ومناقشات للعديد من القضايا المتعلقة بالإنسان والأرض في هذه المنطقة الحيوية من العالم، وهي تتلمس وتطرح ما يهم الاستقرار والأمن الوطني والإقليمي والدولي. وكان المركز دوماً ملتصقاً برسالته في إعداد الكوادر البحثية المواطنة، ورفد مؤسسات الدولة بها. وعند الحديث عن إصداراته النوعية يتوقف المرء أمام كتاب «بقوة الاتحاد.. السيرة الذاتية للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان» الذي قدم له سمو الشيخ محمد بن زايد، وُترجم إلى أكثر من عشر لغات، بعد خمس طباعات منه باللغة العربية، ويعتبر من أكثر الكتب مبيعاً، وإضافة مهمة للتعرف على سيرة «قائد فذ صنع تاريخاً، ووحد أمة، وبنى دولة»، إلى جانب إصدارات عدة تحصد جوائز معارض الكتب داخل وخارج الدولة. ومن يتابع المؤتمرات السنوية للمركز بصفة خاصة يلمس دقة اختيار موضوعاتها المتصلة مباشرة بالمستقبل، ويلمس في الوقت ذاته كيف تحولت إلى ملتقى لصفوة العقول والنخب التي يستقطبها في رحلة الإبحار نحو المستقبل، وسط تحديات الألفية الجديدة، وهي تلقي بثقلها على المفكرين والباحثين والمسكونين دوماً بتقديم الإجابة العلمية لها. والشكر والتقدير لكل باحث ودارس وعامل ومشارك في منارة «الإمارات للدراسات». ali.alamodi@admedia.ae