البطولة.. دبي
بالأمس وأثناء الشوط الرئيسي لكأس دبي العالمي لم أكن أنتظر الفائز بقدر ما كنت أنتظر دبي.. دائماً أتخيلها كعروس تبهر الأنظار، لكن حتى تلك العروس ليست بوجه واحد ولا هيئة لا تتغير.. إنها تختزل كل الجميلات وتطل إطلالة كل الحسناوات.. إنها كل العالم كما يراها العالم.
بالأمس لم أقف مشدوداً فقط عند الشوط الأخير ولا عند فوز برينس بيشوب واحتفاظ خيول الإمارات باللقب، وإنما طوال اليوم كنت في قلب الكرنفال والاحتفالات.. كنت أجدد فخري بأنني من الإمارات.
ما يحدث في كأس دبي دائماً الاستثناء، وحين تظن أن نسخة قد بلغت الذروة، وأنه لم يعد في قوس الأحلام متسع تجبرك دبي على أن تصدق أن لديها دائماً الجديد، وأنها لها معاييرها الخاصة ورؤيتها الخاصة، وأن النجاح يبدأ لديها من ذلك الذي تظنه استثناء.. مثلما هي كل الإمارات، التي باتت دولة للسلام وللرؤى والنجاح.
في كل نسخة لكأس دبي العالمي تبدو المشاهد وكأنها سيناريو لفيلم مبهر وجذاب.. كل ما فيه مشوق.. تتصاعد أحداثه مع هذا المشهد الأخير حين يسابق الجواد أحلام الملايين الواقفين في صمت بميدان والمتسمرين أمام الشاشات وحين يخطف الجواد الحلم بطول أو بأنف أو بشعرة يخبرك بأن هكذا رؤية الإمارات.. كل شيء لديها بتلك الحسابات.. وحينها أيضاً يسدل الستار على المشهد النادر.. حينها تفيق على النهاية الأروع للفيلم الأروع، وفي أحضان دبي قبل وبعد لن تبرأ من هذا الحب وهذا الشغف وتلك الحياة.
كتبت بالأمس عن «كأس دبي العالمي» ولو تركت نفسي لنفسي لكتبت كل يوم عن دانة الدنيا وعن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عرفاناً لرؤية سموه التي ساهمت في رسم ملامح دولة مبهجة زاهرة.. لكن كل يوم في الإمارات هناك حدث وهناك فرحة.. كل يوم نصحو على بشرى يزفها قادتنا لشعبهم المحب.. كل شبر من أرضنا يستحق أن نكتب عنه.. كل يوم هو قصيدة حب نكتبها للإمارات.
كل ما في كأس دبي كان مبهراً، ولعل تجاوز الحضور المليون متفرج في عشرين نسخة إضافة إلى المليارات، الذين شاهدوا الأمسية على الشاشات يمثل أكبر دليل على أن دبي صنعت تاريخاً جديداً للخيول.. فصوله من هذا الكتاب الإماراتي الذي روى ألف ليلة وليلة بطريقة جديدة.. بطلتها دانة الدنيا وفارسها محمد بن راشد راعي الفكرة وباعث الإبداع الذي يحمل كل الأحلام على صهوة الإرادة.