قصيدة فزاع
مثلما تجري القصائد على لسان الشاعر سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي.. مثلما ينساب الإبداع من خواطره.. فعلها «برنس بيشوب».. جاء من الخلف.. من الذاكرة أو المضمار فقد اختلطت الفكرة بالحقيقة والبطولة بالقصيدة.. خطف لقب كأس دبي العالمي للخيول وخطف العقول والملايين.. لا شيء يليق بحدث كهذا إلا جواد عربي وقصيدة عربية.. القاسم المشترك بينهما «فزاع».. هو الشاعر والفارس والإنسان.. كل ما في الحفل كان أشبه بقصيدة وفي ذكر القصيد يقفز فزاع إلى الصدور من السطور.. وفي الرياضة سطر سموه علامات باسمه براً وبحراً وجواً.. وفي عالم الخيول بالذات تبدو فروسية سموه أشبه بتلك الحكايات الأسطورية من زمن الفروسية لكن فزاع من هذا الزمان نبلاً وعطاءً وفيضاً على كل من حوله.. هو من قادتنا الذين رسموا الحلم فكراً وشعراً.
منذ أيام وفي حفل تكريم أصحاب الإنجازات الرياضية كان سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم في المقدمة بإنجازه العالمي الذي حققه في فرنسا ببطولة العالم للقدرة التي تصدرها سموه عن جدارة وأمس الأول أكمل «برنس بيشوب» فرحة سموه والإمارات كلها حين خطف اللقب الكبير لتتأكد بصمة فزاع في عالم الخيول بعطاء فارس ورؤية مبدع عاشق لوطنه يصوغ القصائد عطاء وكلمات.
إنجاز «برنس بيشوب» كان أشبه بقصيدة مضنية لكنها رائعة.. بدأ في الخلف كالفكرة تراود صاحبها في انتظار لحظة الميلاد.. لا يدري من ينتظرها أنها ستكون بتلك القوة والجزالة، وشيئاً فشيئاً تفصح الكلمات عن مرادها.. عن جمالها.. تبدو القوافي جاهزة لتتراص معاً في بهائها المعتاد.. ينساب الوزن مع إيقاع الصهيل.. يتقدم برنس ليخطف الكأس ويكتب آخر شطر في القصيدة وليقف العالم يصفق للشاعر الفارس وللخيل.. ما جدوى الأفكار إن لم يرعاها الرجال؟
ما أروع الفروسية حين تسلم قيادها للشعراء.. وفي ليلة دبي الأثيرة كان فزاع أروع ختام لأبهى أمسية.. كانت تستحق ختام قصيدة وابتسامة فارس.. كنا نستحق أن نقضي تلك الثواني الجامحة في صحبة خواطره.. في ليلة الإبداع كان لابد من حضور فزاع.
كلمة أخيرة:
«برنس بيشوب».. كان قصيدة حررها فزاع ومنحها شهادة ميلاد ليقرأها كل العالم.