«مالك حل يا بومحمد»
تستهويني تصريحات إبراهيم عبدالملك الأمين العام للهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة وتعجبني مهاراته في الحوار، فهو لا يتهرب من أي استفسار، ولجميع المعضلات التي تواجه رياضتنا في كل حين، لديه المبررات والأدلة والبراهين، كما أن لكل سؤال لديه جواباً، وكلما حان موعد حفل تكريم أصحاب الإنجازات الرياضية الذي يقام في كل عام، أحرص على قراءة تصريحاته، لكي أتعرف إلى رؤيته وقراءات بوصلته التي تحدد اتجاهات رياضتنا، وأصبحت هذه عادة سنوية أدمنتها لدرجة أنني أحفظ عن ظهر قلب كل تصريحات الأعوام الماضية.
ففي حفل التكريم الخامس، الذي أُقيم عام 2011، قال عبدالملك، إن زيادة عدد المكرمين وقيمة المكافأة هما دليل على زيادة الإنجازات التي تتحقق سنوياً، ورياضتنا تسير في الاتجاه الصحيح، وعندما ارتفع عدد المكرمين وقيمة المكافأة في الحفل السادس الذي أُقيم العام الماضي، كرر عبدالملك المنطق والنظرية نفسيهما، وقال إن ارتفاع عدد المكرمين وقيمة الجائزة، دليل كبير على أن رياضتنا تسير في الاتجاه الصحيح.
وفي العام الحالي، ولما لاحظت التناقص في عدد المكرمين وقيمة المكافأة، بحثت عن تصريحات الأمين العام للهيئة، لكي يبرر لنا أسباب تناقص قيمة المكافأة بفارق ثمانية ملايين درهم، وتناقص عدد المكرمين، وبكل حماس حبست الأنفاس، وتوقعت أن أسمع الرجل الصريح يدلي بذلك التصريح، وانتظرت جملة: “رياضتنا لا تسير في الاتجاه الصحيح”.
وكانت المفاجأة، ولكنها متوقعة والتبريرات غير المقنعة، أن تصريحات عبدالملك بدأت بالجملة التالية: “رياضتنا تسير في الاتجاه الصحيح”، وأن قلة عدد المكرمين، ونقص المكافأة، ناتجان في الأساس عن حجم المشاركات الإماراتية خلال عام 2012، وعدم وجود دورات أولمبية وآسيوية وعربية، وأن الحصيلة الرقمية المتعلقة بعدد المكرمين أو الميداليات المحققة لا تعتبر المعيار النهائي أو الأوحد في التقييم.
ولن ندقق كثيراً في مسألة عدم وجود دورات أولمبية خلال العام الماضي الذي أُقيم فيه “أولمبياد لندن”، فهذا ليس بيت القصيد، ولكن سؤالي هو: كيف تغيرت نظرية التطور والتقدم الرياضي ومعايير التقييم لدى الأمين العام للهيئة من عام إلى عام؟، وكيف تغيرت الرؤية وتبدل المشهد؟، ولا أملك سوى أن أقول “مالك حل يا بومحمد”.
نعم رياضتنا تسير في الاتجاه الصحيح، ولكن خلال شهر واحد فقط تم إيقاف اتحاد الطائرة خليجياً لمدة عامين، بالإضافة إلى الغرامات، وخسرنا منصباً دولياً في الدراجات، وبمناسبة الحديث عن الدراجات، لدي تساؤل إذا لم يكن به إحراج: ماذا حدث في التحقيق؟ أم أنه ذهب ليؤنس وحدة استمارة الشيخ فيصل بن حميد المفقودة في الأدراج؟.
Rashed.alzaabi@admedia.ae