لم يكن قرار الحكومة الفرنسية منح معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ورئيس “هيئة أبوظبي للسياحة” وسام الفنون والآداب بدرجة “قائد” والذي يعد أرفع وسام ثقافي تمنحه فرنسا لـ20 شخصية فقط سنوياً، مجرد تكريم “بروتوكولي” لمساهمات معاليه في إثراء الحوار الحضاري ودعم روح التواصل مع الثقافتين العالمية والفرنسية، وإنما كان اعترافاً عالمياً من دولة عريقة الحضارة غنية الثقافة بحجم فرنسا بالخطوات التي قطعتها أبوظبي والإنجازات التي حققتها لإثراء الحضارة الإنسانية. وهي تقطع شوطاً كبيراً في تطوير مرافق ومتاحف ثقافية متكاملة سواء في جزيرة السعديات أو في مدينة العين أو في المنطقة الغربية، لتصبح هذه المتاحف كما قال معاليه “منارة للإشعاع الثقافي وإرثاً حضارياً لشعب دولة الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط والعالم”.
إن الوسام الذي استحقه عن جدارة معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان والاعتراف الحضاري بجهود أبوظبي والإمارات في إثراء الإبداع الإنساني والحضاري ما هو إلا ثمرة من حصاد الرؤية الحكيمة لقائد المسيرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي، والتي قال عنها معاليه إنها “شكلت نبراساً لنا على طريق تطوير جزيرة السعديات وإنشاء المنطقة الثقافية”.
في تلك المنطقة من أبوظبي وتحديداً “المنطقة الثقافية” من جزيرة الأحلام بالسعديات يجري حالياً بناء أكبر مركز في العالم للمتاحف والمنشآت الفنية، والتي ستحتضن ضمن ما ستحتضن “متحف اللوفر أبوظبي” المقرر افتتاحه العام 2013. وقد كان من ثمار جهد معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان الذي مهد الطريق لتوقيع اتفاقية التعاون الثقافي الممتدة لـ30 عاماً بين فرنسا وأبوظبي، والتي تضمنت حق استخدام اسم متحف اللوفر لمدة 30 عاماً.
لقد كان اختيار قلعة الجاهلي، التي يعود تاريخها إلى 119 عاماً مضت، لتقليد معاليه وسام الفنون والآداب الفرنسي من درجة قائد رسالة حملت الدور الذي تؤكده إمارات المحبة والعطاء بقيادة خليفة الخير في عملية التلاقح الحضاري والإنساني بين الشعوب والثقافات لما فيه صالح الإنسان والبشرية جمعاء.
لقد كانت زيارة فريدريك ميتران وزير الثقافة الفرنسي للبلاد خصيصاً لتقديم الوسام الرفيع لمعالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان سانحة لاستعراض مقدار الاهتمام الذي منحته أبوظبي لكل مظاهر العمل الثقافي بمختلف صوره وتجلياته من الكلمة والكتاب واللوحة والموسيقى والسينما والنغم والتراث، وعلى خريطة ذلك الاهتمام وتلك المبادرات محطات جعلت منها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث التي يترأسها معاليه قبلة للمسكونين بعشق الإبداع.
بدءاً من جائزة الشيخ زايد للكتاب ومعرض أبوظبي للكتاب ومسابقتي “شاعر المليون” و”أمير الشعراء” إلى مهرجان الشرق الأوسط السينمائي وأنغام أبوظبي ومهرجان أبوظبي للموسيقى الكلاسيكية ومهرجان “ووماد” وغيرها من ملامح ومعالم مبادرات حلقت باسم أبوظبي في علياء الفكر والإبداع بجهد رجال يقودهم “أبوزايد” في مسيرة الخير والعطاء بقيادة خليفة الخير “فخر كل عيال زايد والأيام” ومن “خلى الزمن يوقف له باحترام”.
ali.alamodi@admedia.ae