بدأت هيئة طرق دبي تركيب معابر علوية للمشاة قرب محطات مشروع المترو الجديد الذي سيرى النور في سبتمبر المقبل، والذي من شأنه تخفيف حالة الاكتظاظ والازدحام المروري التي تخنق حركة المرور في مدينة لا تعرف الهدوء· وأعلنت الهيئة أن برنامجاً خاصاً بتركيب 18 معبراً علوياً على شارع الشيخ زايد جار ضمن خطة تستمر أربعة اشهر· وقالت الهيئة إنها ستقوم بإغلاق اتجاه واحد من الشارع كل ليلة جمعة لتركيب هذه الجسور والمعابر، في عملية لا تستغرق وقتاً طويلاً، لأنها جاهزة أصلاً· واختارت الهيئة وقتاً تخف فيه كثيراً حركة السيارات على طريق يعد أغلى وأفخم طرق المنطقة· والى جانب المعابر المرتبطة بمشروع المترو تعمل الهيئة لإقامة 17 جسراً للمشاة من المقرر الانتهاء من إنجاز 12 منها خلال العام الحالي، والبقية العام المقبل· ومع انتهاء الهيئة من خطتها المعلنة بخصوص الجسور ومعابر المشاة سيرتفع عددها في مدينة دبي وحدها إلى 84 جسراً للمشاة، والبعض منها مكيف ومزود بمصاعد كهربائية· وبلا شك فإن تنفيذ جسور المشاة في شوارع وطرقات حيوية سيساهم في الحد من حوادث دهس المشاة وما ينجم عنها· ومن شارع الشيخ زايد في دبي إلى بعض طرقنا الخارجية المتداخلة مع تجمعات حضرية ومدن، وهي بحاجة ماسة لمثل هذه المعابر والجسور الخاصة بالمشاة، وتنتظر تحركاً عاجلاً وسريعاً بعيداً عن تعقيدات لجان تجتمع وتكتفي برفع التوصيات· ولا أحد يتذكرها إلا مع كل حادث مروع تتناثر معه أشلاء بريء في عجلة من أمره للوصول إلى الجانب الآخر من الطريق· وتحضرني استغاثة قارئ اتصل بي والعبرات تخنق صوته ليصف مشاهد مؤلمة أمامه لطفل أراد العبور إلى حيث مدرسته والمحال التجارية في منطقة الشهامة على الطريق إلى دبي فمزقته سيارة منطلقة كالرصاصة· ومن قبل ومن بعد تلك الحادثة سالت دماء كثيرة على ذلك الطريق· واتصلت وقتئذ بمدير مرور أبوظبي بخصوص ما يجري على الطريق الذي أطلق عليه معبر الموت، فاخبرني أنهم بصدد الاجتماع مع البلدية لرفع توصيات بشأن هذا الطريق وغيره من الطرق· وما زال أهالي المنطقة في انتظار جسر أو نفق للعبور· كما اتصلت بي سيدة كانت تقود سيارتها على طريق بني ياس باتجاه العين، لتحدثني عن أولئك الصغار والعمال الآسيويين الذين يغامرون بحياتهم وهم يقطعون الدرب بين ضفتي طريق شهد الكثير من حوادث الدهس القاتلة لم يخفف من حدتها نفق يتيم هناك· وكلما أثرنا موضوع الأنفاق يقولون إنها أصبحت مهجورة، ويتجاهل المشاة استخدامها، فهل هذا مبرر لاستمرار تجاهل الأمر؟!· اعتقد أن الوقت قد حان لتصحيح أخطاء بعض مهندسي التخطيط الذين تجاهلوا مسألة عبور المشاة، ليس فقط على طرق المناطق الخارجية، بل وحتى الداخلية، بافتراضهم تنقل الجميع بسياراتهم الخاصة· والدليل ما نرى من حوادث· ولعل أقرب مثال نورده المنطقة السكنية الجديدة على شارع الراحة ومقابلها على الجانب الآخر مركز ''الراحة مول''، حيث لا يوجد معبر للمشاة، وعلى الراغب في قطع الطريق خوض مغامرة حقيقية مع سيارات تنطلق الواحدة منها بسرعة لا تقل عن 150 كيلو متراً في الساعة!!·