مراقبة توافر شروط النظافة العامة في الجمعيات التعاونية والمؤسسات الغذائية التي تتعامل بشكل مباشر في أمور بيع وتوفير الأغذية المختلفة للجمهور أمر مهم وخطير جداً، ومعناه أن تقوم الأجهزة والجهات المعنية في أقسام الرقابة في البلديات بزيارات مفاجئة ودورية لهذه المؤسسات للتأكد من وجود الأغذية الفاسدة أو منتهية الصلاحية، المعايير السليمة للحفظ الحراري للأغذية، تخزين الأغذية في أماكن غير معتمدة أو في بيئة غير صالحة تؤدي إلى تلوثها وفسادها، النظافة الشخصية للعاملين، ضبط درجات حرارة أجهزة التبريد بصفة دورية، تذويب الأغذية المجمدة بطرق صحيحة..الخ.
حتى الجمعيات التعاونية الأهلية التي تعتبر ركيزة اقتصادية واجتماعية مهمة في توفير المواد الاستهلاكية لأفراد المجتمع، والتي تأسست على مبدأ التعاون ومساهمة المواطنين في رأس مالها الذي تنامى وتضخم مع الزمن، ويديرها مجلس إدارة من الأخوة المواطنين لا تسلم من هذه الآفات أو بعضها على الأقل، مع أن المفترض أن يوفر رأس المال الضخم لها والذي يعبر عنه هذه الفروع المهولة التي تفتتح بشكل دائم لتغطي كل الإمارات، أقول يفترض بهذه السيولة الضخمة أن تؤدي الى توفير خدمات على أرقى المستويات فهل هذا هو الواقع ؟
الواقع أن أبسط حقوق المتعامل مع الجمعيات التعاونية لا تحترم كما يجب، فانت تشتري سلعة غذائية بسعر معين، وتدفع هذا المقابل برضى نفس لأنك ستستفيد منه، لكنك تكتشف في منزلك أن هذه السلعة فاسدة أو تالفة ولا تصلح للاستخدام البشري، فما هو التصرف الأمثل في مثل هذه الحالة؟ المفروض والذي جربه كثيرون مع مؤسسات غذائية غير أهلية (غير الجمعيات) أن تقوم بأخذ السلعة الى حيث اشتريتها مصطحباً الفاتورة معك وساعتها يتم استبدالها أو دفع قيمتها مع الاعتذار لك، أما في جمعياتنا العتيدة فإن السوبر فايزر الفلبيني سيبادرك على الفور بالجملة المتوقعة: لا يمكن استبدال السلع الغذائية! وإذا كانت فاسدة ماذا نفعل بها ؟ يقول لك ببساطة: ارميها في سلة القمامة !! والفلوس راحت عليك يا صاحبي !! معقول؟
يقول لك العامل هذه قوانين الجمعية، اية قوانين؟ من وضع هكذا قوانين غبية وغير منطقية ؟ ما ذنب الشخص أن يدفع مبلغاً وقدره لشراء سلع غذائية لعائلته تكون فاسدة دون أن يعلم بفسادها ؟ ما ذنبه إذا كانت سياسات التخزين غير سليمة ؟ ما ذنبه إذا كانت الجمعيات لا تتبع شروط الحفظ في درجات حرارة صحيحة داخل مستودعاتها الداخلية؟ والأهم من يمنح الجمعية أو عمالها الآسيويين حق البت في سياسات تكون عرضة لمزاج الشخص الذي تتعامل معه ، فإذا كان الشخص لطيفاً ساعدك في استبدال السلعة الفاسدة وإذا كان فظاً تركك حائراً دون أن يلتفت اليك؟
لابد من وجود إدارة مسؤولة عن خدمة العملاء، تتعامل بالمنطق جاعلة مصلحة الفرد فوق كل اعتبار، بشرط أن يكون العاملون في هذه الأقسام مؤهلين للتعامل مع الناس، بلباقة وحسن تصرف وذوق، باختصار نتمنى ان يكونوا من الشباب الإماراتيين لأنهم أفضل من يتعامل في موضوع العلاقات العامة، لأن المؤسسات الغذائية مجال تختلط فيه الصحة العامة بالعلاقات العامة والهدف من هذه المؤسسات تقديم خدمة للناس وليس استغلالهم أو التحايل على حقوقهم، ولابد من وجود قوانين واضحة ومكتوبة فيما يخص سياسات الاستبدال والإرجاع واكتشاف فساد أو تلف المواد الغذائية ، لأن المزاجية هنا غير مطلوبة أبداً !!


ayya-222@hotmail.com