قال قصائده ورحل، امتد الشعر واشتعلت القصيدة التي لا يستطيع قولها سواه، شاعر معجون بحب الأرض والقضية، ومؤمن إيمان الواثق والراسخ بأن فلسطين سوف تظل قنديل المدن والعواصم العربية، حيث عبرها وحدها من القدس الى رام الله الى غزة وحيفا ويافا وكل طريق عبرته البندقية التي تعرف طريقها وهدفها ولا شيء سواه وهو الباقي·· عبر تلك الدروب والمسارات حيث يكون العربي قد اكتمل مشروعه وبلغ هدفه، وغير ذلك سوف يستمر نهش الإنسان والأرض، سوف يظل الاخطبوط الأعمى ممسكاً بمقدرات هذه الأمة وهذه الشعوب المغلوبة على أمرها!! يأتي الشاعر محمود درويش مغرداً ويسد بقصائده كل الطرق والسماوات، تقف قصيدة الشاعر محمود درويش مثل بركان على قمة جبل ويقذف بنار الشعر وحممه، حيث يملأ الوديان والسهول والصحارى فيحرق الأخضر واليابس، بينما يقول الشعراء الآخرون ملايين القصائد التي لا تحرك جناح بعوضة· يقف الشاعر محمود درويش على منصة الشعر فيأتي الناس الحقيقيون من كل حدب وصوب، من الشوارع الخلفية، من بيوت الصفيح، من كل أرض عربية، ومن كل الجهات،، وحدها القصيدة الطلقة والمدفع والبندقية والجمال والإبداع لا تخرج غير من فم مبدع عرف طريقه وأنشد للفضاء البعيد وللحلم البعيد وللشعر وحده الذي لا يموت أبداً، وهكذا كان طريق القصيدة والشاعر محمود درويش ورفيقيه سميح القاسم وتوفيق زياد اللذين قالا الشعر الحقيقي والقصيدة الحقيقية الخالدة· مضوا في طريقهم ومضت معهم قصائد النار والعزة والمجد، الشعر المبدع الذين يشعرك بأنك تشتم طريق الحرية وأنك إنسان لم توجد لتصفق لذاتك أو للآخر، وانما للوطن وحده وللعزة وحدها أما غير ذلك فإن كل الشعراء منتهون إلى الموت الحقيقي أو الذبول!! سلاماً على روح الشعر المرتحل وتحية تقدير للفارس الشاعر الذي ترجل ليرتاح جسده فقط بينما قصائده ما زالت تناضل في الميدان·· ibrahim_mubarak@hotmail.com