في تصريحات صحفية، قال مدير إدارة رقابة الجودة في هيئة الصحة بأبوظبي خالد فولاذ إن قسم التحقيق والمراجعة الطبية في الهيئة لم يتلق سوى 336 شكوى ضد منشآت صحية في القطاعين العام والخاص خلال الاشهر الستة الماضية من العام الجاري، في تراجع كبير لهذه الشكاوى مقارنة بالأعوام السابقة، رغم عدم إيراده أرقاماً محددة لأعداد تلك الشكاوى في السابق· واكتفى بالقول في تصريحاته بأنها في النصف الأول من عامنا هذا كانت 88 شكوى طبية و 248 شكوى بشأن الخدمات· وبلا شك فإن وراء تراجع أعداد هذه الشكاوى أسباب عدة، لعل في مقدمتها ما يتعلق بأداء الهيئة نفسها، والتي أصبحت أكثر تقبلا للملاحظات مما كانت عليه من قبل، ووجود قسم لتلقي ملاحظات الجمهور بكل سعة صدر، والتركيز على قضايا ومسائل الجودة والارتقاء بالمعايير الخاصة بجودة الخدمات بدرجة صارمة· بل ان الهيئة أصبحت أكثر شفافية وهي تنشر الأرقام الخاصة بالتواصل مع الجمهور باللغتين العربية والإنجليزية، ووضعت هذه الأرقام في أماكن بارزة بحيث تكون متاحة للجميع· شخصياً كنت أتلقى العديد من الملاحظات والشكاوى من الخدمات الصحية أو طريقة التعامل، وقد حرصت على تعريف المتصلين بوجود أشخاص موجودين لخدمتهم وتلقي ملاحظاتهم أو شكاواهم، وأقدم لهم أرقام أولئك الأشخاص، طالبا منهم الاتصال في حال عدم القيام بالمطلوب· البعض يعاود الاتصال شاكراً بأن أموره قد تيسرت وتم اتخاذ اللازم بشأنها· وفريق من الجمهور لا يتصل للإبلاغ عما جرى بالنسبة لملاحظته أو ما تم بشأنها · وفي كل الأحوال نفترض أنها وصلت إلى جهات الاختصاص في الهيئة ورجالها الذين باتوا على قناعة بأن تعزيز الشفافية في التعامل بينهم وبين الذين وجدوا أصلا لخدمتهم ونعني الجمهور، هو من أنجع الوسائل لتقديم خدمات صحية متطورة وعلى المستوى المأمول منهم· كما أن الانفتاح على الإعلام يعزز من تلك التوجهات· فالعاملون في القطاع الطبي من أطباء وطواقم تمريضية وإدارية سيضاعفون من الجهد عندما يعلمون أن أعمالهم تجري وفق قواعد راسخة من الممارسات الطبية والأخلاقية وفي أجواء من الشفافية تلبي متطلبات الجودة المأمولة· وكذلك الجمهور الذي بات على قناعة بأن شكواه يتم التعامل معها بالاهتمام الذي تستحق وبكل سرية وحيادية· وإلى جانب الجهد الكبير الذي قامت به هيئة الصحة في أبوظبي فيما يتعلق بخدماتها، فإنها مدعوة إلى إيلاء جهد مضاعف لمتابعة بعض ''الأكشاك'' التي تطلق على نفسها مجمعات طبية، وذلك لرصد ممارساتها والأساليب التي تتبعها في تقديم خدماتها لمن تقودهم الظروف إلى اللجوء إليها· خاصة فيما يتعلق بالأسعار التي تطلب لخدمات دون المستوى· وأيضاً قضايا الأخطاء الطبية فيها وسوء التشخيص، وافتقار كثير منها إلى الأجهزة والمعدات الطبية التي يفترض توافرها في أبسط المرافق الطبية· إن تسهيل عملية التواصل بين الطرف المتلقي للخدمة والجهة التي تقدمها مسألة ضرورية للغاية، ونتائجها ستكون مثمرة وملموسة للجميع· وعند تطرق وسائل الإعلام لقصور في هذا المستشفى أو ذاك لا يعني أي تشهير أو نيل من جهد كبير، كما يعتقد بعض الذين يضيق صدرهم بالنقد، إنما الهدف منه تصحيح خلل ما· وعليهم تذكر أن تراجع عدد الشكاوى من الخدمات الصحية ما هو ثمرة من ثمار الأبواب المفتوحة والاهتمام بآراء الجمهور، وعليهم تكريس هذه التوجهات لأنها تصب في الصالح العام·