قبل عشرين عاماً وبالتحديد في سنة 1993، وبينما كانت كرة قدم الإمارات تعيش حالة من الاكتفاء الذاتي والوفرة في النجوم، وعندما كانت ملاعبنا تزخر بأسماء بقيمة عدنان الطلياني وعبدالرزاق إبراهيم وبخيت سعد وزهير بخيت، وكانوا في ذروة تألقهم، وغيرهم ممن لا يمكن أن نذكر تاريخ الكرة الإماراتية الزاهر دون المرور على أسمائهم، في تلك الفترة بالذات انطلقت دورة الوحدة الدولية للناشئين. كانت هذه الدورة هي إحدى بنات أفكار سمو الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان ممثل حاكم أبوظبي، الذي امتلك نظرة بعيدة المدى، وكان ينظر للأمام إلى حيث يسكن المستقبل، فقد آمن أنه يبدأ من اليوم، فلم يؤجل ودشن العمل، وتسلح بالحلم الذي كان يدرك أن تحقيقه، بحاجة إلى المزيد من التفاني والجهد حتى يتحول إلى حقيقة، فكان له ما كان وتفجرت ينابيع الموهبة في كل مكان. كانت الدورة الأولى قد أقيمت في عام 1993 وظلت متواصلة بشكل شبه سنوي، وفي النسخة الحادية عشرة التي أقيمت عام 2005 تغير مسمى الدورة لتحمل اسماً عزيزاً على قلوبنا جميعاً المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، فأصبحت كأس زايد الدولية للناشئين، وظلت البطولة قائمة إلى أن توقفت في نسختها الثانية عشرة والتي أقيمت في العام 2008. كانت هذه الدورة في وقتها فكرة رائدة ومذهلة، ونجحت في أن تصبح أشهر مصنع للمواهب عرفته كرة الإمارات عبر تاريخها، وفيها تخرجت أجيال وحداوية ليس لها مثيل، تمكنت من إحداث تغيير جذري في خريطة المنافسة والريادة، ونجحت في كتابة تاريخ العنابي وتدوين أمجاده، وليصبح الفريق اسماً على مسمى مدرسة للفن و”أصحاباً للسعادة”. كان البناء يسير بطريقة مدروسة وممنهجة، وكان الحصاد وفيراً والعجلة منتجة، وتوالت الإنجازات في بيت العنابي، وظل لفترة طويلة من الزمان إما بطلاً أو منافساً شرساً، وعمت الفائدة كرة الإمارات، وكانت تشكيلة المنتخبات جلها من لاعبي الوحدة، ولما فاض الإنتاج بدأ التصدير، فكان الانتشار الكبير الذي جاوز حده، ولم يعد هناك فريق في دوري المحترفين يخلو من لاعبي الوحدة. وبالأمس كان الحدث السعيد، فعادت كأس زايد الدولية للناشئين لتستأنف نشاطها بعد خمس سنوات من التوقف، توقف خلالها مصنع المواهب الوحداوي عن العمل، فتعطل الحاضر وتأخر المستقبل، عادت لتقوم بدورها الرائد والطليعي كجامعة تخرجت فيها أجيال حققت الإنجازات وقدمت المتعة، يكفيها فخراً أنها تحمل اسم “زايد” ويكفيها مجداً أنها أنجبت “سمعة”. Rashed.alzaabi@admedia.ae