لم يكن من الصعب أن نحدد الإجابة على سؤال يقول·· على من يُطلق الرامي الشيخ أحمد بن حشر الرصاص خلال حواره الساخن مع أبوظبي الرياضية على مدى 90 دقيقة حافلة بالآراء الجريئة، وذلك خلال السهرة التي أدارها باحترافية الزميل محمد نجيب· وتصورت وأنا أتابع كل كلمة للشيخ أحمد بن حشر صاحب الذهبية الأولمبية الوحيدة في تاريخ رياضة الإمارات، أنه أراد أن يحتفل بقرار اعتزاله النهائي على طريقته الخاصة، بحيث يصبح قرار الاعتزال فرصة لوضع النقاط على الحروف إذا أردنا أن يتكرر مشهد أولمبياد أثينا 2004 والذي وضع رياضة الإمارات لأول مرة في التاريخ في جدول الميداليات الأولمبية· وجاءت تصريحات البطل الذهبي بمثابة إدانة جماعية لكل أطراف المنظومة الرياضية، دون تبرئة أحد، فالكل شريك أساسي في عدم التخطيط وعدم وضع الاستراتيجية الكفيلة بصناعة بطل أولمبي، وأن الأمر لا يزيد عن اجتهادات شخصية كان من نتيجتها الفوز بميدالية ذهبية في أولمبياد أثينا أقل ما يقال عنها إنها لم تكن في الحسبان، ولولا الجهود الشخصية للشيخ أحمد ودعم الشيخ سعيد بن مكتوم لبقي رصيد الإمارات الأولمبي خالياً من أي ميدالية حتى لو كانت خشبية! ولم يكتف الشيخ أحمد بتشريح الواقع وتشخيصه، بل كان إيجابياً عندما طالب بضرورة وضع الخطط الكفيلة بإعداد أبطال أولمبيين على أعلى مستوى مع توفير الدعم الكامل لهذا التخطيط، حتى لا يصبح مجرد حبر على ورق، كما أبدى استعداده الكامل لأن يسهم في إعداد أبطال للرماية قادرين على تشريف رياضة الإمارات في مختلف البطولات، والمهم أن تتاح له الفرصة للقيام بهذه المهمة، بعد أن عرض أن يزور المدارس مرتين كل أسبوع، وذلك بعد فوزه بذهبية أثينا، لتشجيع الطلاب على ممارسة الرياضة من خلال تقديم تجربة عملية من خلال بطل إماراتي حصد لبلاده أول ميدالية ذهبية ووضع اسم الإمارات بين نجوم الذهب في أهم تظاهرة رياضية على مستوى العالم، وبكل أسف لم يستجب أحد لرغبة الشيخ أحمد، وبقيت تلك الرغبة مجرد فكرة قابلة للتطبيق، لو أردنا استثماراً لحماس بطلنا الأولمبي الذي دخل تاريخ الرياضة العالمية من أوسع أبوابه· وسيبقى الشيخ أحمد بن حشر - حتى لو اعتزل الرماية - فخراً لنا جميعاً فلولاه ما تردد اسم الإمارات في الأولمبياد· لقد وضعنا الشيخ أحمد بن حشر، بجهوده الذاتية، على أول الطريق الصحيح· وبدون التخطيط المدروس وبرامج إعداد البطل الأولمبي، لن يتكرر إنجاز الشيخ أحمد ولو في مونديال 2108 أي بعد قرن من الآن·· وعليك خير·